لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمّا ظَنَنتُ فِراقَهم لم أرقُدِ، | وَهَلكْتُ إن صَحّ التظنّنُ أو قدِ |
ما زلتُ أرعى كلَّ نجمٍ غايرٍ ، | و كأنّ جنبي فوقَ جمرٍ موقدِ |
و رنا إليّ الفرقدانِ كما رنتْ | زرقاءُ تنظرُ من نقابٍ أسودِ |
والنّسرُ قد بسطَ الجَناحَ مُحوِّماً، | حتى القيامة ِ طالباً لم يَصْطَد |
و ترى الثريا في السماءِ كأنها | بَيضٌ بأُدْحِيٍّ يَلوحُ بفَدفَدِ |
سلَقَتهمُ زَفَراتُ قلبٍ مُحرَقٍ، | و سجالُ دمعٍ بالدماءِ موردِ |
ما أسرعَ التفريقَ إن عزموا غداً ، | لا شكّ أنّ غداً قريبُ الموْعدِ |
وجَرَتْ لنا سنحاً جآذرُ رَملة ٍ، | تَتلُو المَها، كاللؤلؤ المتَبدِّد |
قد أطلعت إبرَ القرونِ كأنها | أخذُ المَرَاودِ من سَحيقِ الإثمدِ |
رَخَصَاتُ أطرافٍ تظَلُّ لوَاعِباً، | لا تهتدي طوراً ، وطوراً تهتدي |
أشباهُ آنِسَة ِ الحديثِ خَريدة ٍ، | كالشمس لاقَتها نجومُ الأسعُدِ |
كم قد خلوتُ بها، وثالثُنا التّقى ، | يَحمي على العطشانِ بَردَ المَورِدِ |
يا آلَ عبّاسٍ لعاً من عَثرة ٍ، | لا تركُنُنّ إلى الغُواة ِ الحُسّدِ |
إياكمُ من بعدها إياكمُ ، | كونُوا لها كأراقمٍ في مَرصَدِ |
وخُذُوا نَصَائِحَ حارِمٍ متعصّبٍ | بالشَّيبِ، مجتمِعِ النُّهَى ، متأسِّدِ |
كالطودِ يعدي حلمة َ سفهاؤه ، | لا يَنطِقون سوَى الجواب، ويَبتدي |
شُدّوا أكفَّكمُ على مِيراثِكم، | فَالحقُّ أعطاكُم خِلافة َ أحْمدِ |
و متى يرمها الرائمونَ فبادروا | هاماتهم حصداً بكلّ مهندِ |
قُودوا لهُم قُودَ الجيادِ شَواذباً، | لا يهتدونَ إلى الطريقِ الأبعدِ |
من كلّ أحوَى ، أو بهيمٍ مُصْمَتٍ، | ومشمِّرٍ عن كُلّ ساقٍ، أوْ يَدِ |
طوراً مجاهرة ً ، وطوراً غيلة ً ، | كم قاتلٍ بغِرارِ كيدٍ مُغْمَدِ |
هذا هو النصحُ ، وربما | مَحضَ النّصِيحة َ صاحبٌ لم يَجهَدِ |