مرَّ عيشٌ عليّ قد كان لذا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مرَّ عيشٌ عليّ قد كان لذا ، | و دهتني الأيامُ فيها وحذا |
وانثَنى عنّيَ الشّبابُ، وغُودِرْ | تُ فريداً من الأحبة ِ فذا |
بضميرٍ لا لهوَ فِيهِ، وقلبٍ | و قذته قوارعُ الدهرِ وقذا |
و خليلٍ صافٍ ، هنيًّ ، مريًّ ، | جبذته الأيامُ منيَ جبذا |
بقعة ٌ من بِقاعِ قُرّة ِ عَيني، | هي أمرى بقاعِ ودي ، وأغذى |
ليتَ شِعري أحالُه مثلُ حالي، | إذ صفا عيشُه له، والتذّا |
سيفُ حكم في مفصلِ الحقّ ماضٍ ، | شَحَذتْهُ تجاربُ الدّهرِ شَحْذا |
ما أراني وإن تحلى ليَ الإخـ | ـوانُ من بعده لهم مستلذا |
قد رماني فيهِ الزّمانُ بسَهمٍ، | ينفذُ الجوفَ والتراقيَ نفذا |
سرهُ اللهُ حيثُ كان ، فما كا | نَ أسرّ الدّنيا به، وألذّا |
ولقَد أغتدي على طَرَفِ الصّبـ | ـح بطرفٍ ، إذا ونى الجريُ ، بذا |
طاعِن في العِنانِ يستنكِرُ السّو | طَ مُدِلاًّ، ويأخذُ الأرْضَ أخْذا |
و غذا ما عدا ، فنارٌ أذاعت | بدخانٍ تهذهُ الريحُ هذا |
بحْرُ شَرٍّ يشاغِبُ الصخرَ قَرعاً | بصخورٍ وينبذُ التربَ نبذا |
يصرَعُ العِيرَ والشَّبوبَ، ولا أد | ري أهذا إليه أقربُ أم ذا؟ |
أن تَرَيْني، يا شرّ، خَلّفْتُ أيّا | مي صباً كانَ ناعمَ البالِ لذا |
ومشَى الشّيبُ قبْلَ عَقدِ الثّلاثيـ | ـنَ فلما انتهى إليها أغذا |
ونهَى عنّيَ العُيونَ المَريضا | تِ، وأنضَى ركبَ الهوَى ، فأرذّا |
فبِحمدِ الإلهِ إنّ جَمِيعَ الخَلْـ | ـقِ ، قد كان بعضهُ قبلُ شذا |
وأنا الواضِحُ الّذي إن تَبَدّى | يعرفوهُ ، ولا يقولون : من ذا ؟ |
و قويمٌ كالخطّ يزدادُ ليناً ، | بدماءِ الأحشاءِ والجَوْفِ يُغذى |
ذاكَ عندي، وقد جمعتُ إليه | رُسلَ مَوتٍ صوائبَ الوَقع حَذّا |
ودُرُوعاً كأنّها وَجهُ ماءٍ، | صافَحَتْهُ ريحٌ، وعضباً مِحَذّا |