لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لما تفرى الأفقُ بالضياءِ ، | مثلَ ابتسامِ الشّفة ِ اللّمياءِ |
و شمطت ذوائبُ الظلماءِ ، | وهَمّ نجمُ اللّيلِ بالإغفَاءِ |
قُدنا لِعِينِ الوحشِ والظّباءِ، | داهية ً محذورة َ اللقاءِ |
شائلة ً كالعقربِ السمراءِ ، | مرهفة ً ، مطلقة َ الأحشاءِ |
كمدة ٍ من قلمٍ سواء ، | أو هُدبَة ٍ من طَرَفِ الرّداءِ |
تحمِلُها أجنِحة ُ الهواءِ، | تَستلِبُ الخطْوَ بِلا إبْطاءِ |
و مخطفاً موثقَ الأعضاءِ ، | خالفها بجلدة ٍ بيضاءِ |
كأثرِ الشهابِ في السماءِ ، | ويَعرِفُ الزّجرَ منَ الدّعاءِ |
بأُذُنٍ ساقِطَة ِ الأرجاءِ، | كوردة ِ السّوسَنَة ِ الشّهلاءِ |
ذا برثنٍ كمثقبِ الحذاءِ ، | و مقلة ٍ قليلة ِ الأقذاءِ |
صافية ٍ كقطرة ٍ من ماءِ ، | تنسابُ بينَ أكمِ الصحراءِ |
مثلَ انسيابِ حية ٍ رقطاءِ ، | آنسَ بينَ السفحِ والفضاءِ |
سِربَ ظِباءٍ رُتّعِ الأطلاءِ، | في عازبٍ منورٍ خلاءِ |
أحوى كبطنِ الحية ِ الخضراء ، | فيه كنَقْشِ الحيّة ِ الرّقشاءِ |
كأنها ضفائرُ الشمطاءِ ، | يصطادُ قبلَ الأينِ والعَناءِ |
خمسينَ لا تنقصُ في لإحصاء ، | وباعَنا اللّحومَ بالدّماءِ |
يا ناصرَ اليأسِ على الرجاءِ، | رميتَ بالأرضِ إلى السّماءِ |
ولم تُصِب شيئاً إلى الهواءِ، | فحسبنا من كثرة ِ العناءِ |
هناكَ هذا الرميُ بابنِ الماءِ |