أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ | تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟ |
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب، | يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟ |
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ | أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟ |
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ | نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟ |
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ | ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟ |
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً | رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟ |
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ | فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ |
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم | فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ |
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ | نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ |
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي | شُواظاً من الحَزَن المشتعل |
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة | رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم |
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها | كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ |
أصيخي! فما بين أعشار قلبي | يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت |
معيداً على مهجتي بحفيف | جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ |
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى | وشعشعها بلهيب الحياة |
وجرّعني من ثُمالاتِه | مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ |
إليَّ! فقد وحّدت بيننا | قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ |
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ | كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم |
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ | اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ |
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ | ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ |
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ | إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ |
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ | تطايَرَ من خَفَقات الوترْ |
يردِّدُه حُزنُنا في سكون | على قبرنا، الصّامتِ المطمئن |
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ | جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ |