ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ياربَّة َ الشّعرِ والأحلامِ، غنِّيتي | فقد سئمت وجومَ الكَوْنِن من حينِ |
إن اللَّيالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدي | بالسِّحْر أضْحتْ مع الأيَّامِ ترميني |
ناخت بنفسي مآسيها، وما وجدتْ | قلباً عطوفاً يُسَلِّيها، فَعزِّيني |
وَهَدّ مِنْ خَلَدِي نَوْحٌ، تُرَجِّعُه | بَلوى الحياة ِ، وأحزانُ المساكينِ |
على الحياة أنا أبكي لشقوتِها | فَمَنْ إذا مُتُّ يبكيها ويبكيني؟ |
يا ربة السِّعرِ، غنِّني، فقد ضجرت | نفسي من النّاس أبناء الشياطين |
تَبَرَّمَتْ بَيْنيَ الدُّنيا، وَأَعوزَهَا | في مِعزفِ الدَّهرِ غرِّيدُ الأَرانينِ |
وَرَاحَة ُ اللَّيل ملأى مِنْ مَدَامِعِهِ | و غادة ُ الحُبّ ثكلى ، لا تغنِّنيني |
فهل إذا لُذت بالظلماء منتحباً | أسلو؟ وما نفعُ محزونٍ لمَحزونِ؟ |
يا ربة َ الشعر! إن يائسٌ، تعسٌ | عَدِمْتُ ما أرتجي في العالَم الدُّونِ |
وفي يديكِ مزاميرٌ يُخَالِجُها | وحي السَّما فهاتيها وغنّيني |
ورتِّلي حولَ بيتِ الحُزْن أغْنِيَة ً | تجلُو عن النَّفسِ أحوانَ الأحايينِ |
فإن قلبي قبرٌ، مظلمٌ،قُبرتْ | فيه الأمانِي، فما عادتْ تناغيني |
لولاك في هذه الدنيا لما لمست | أوتارَ رُوحِيَ أَصْواتُ الأفَانينِ |
ولا تغنَّيتُ مأخوذاً..، ولا عذُبتْ | لي الحياة ُ لدى غضِّ الرياحينِ |
ولا ازدهى النَّفْسَ في أشْجَانَها شَفَقٌ | يُلوِّنُ الغيمَ لهواً أيَّ تلوينِ |
ولا استخفَّ حياتي وهي هائمة ٌ | فجرُ الهوى في جفون الخُرَّدِ العِينِ |