عذرِي، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عذرِي، إنْ عذلتَ في خلعِ عذرِي | غصنٌ أثمرَتْ ذرَاهُ ببدرِ |
هَزّ مِنْهُ الصَّبَا، فَقَوّم شَطْراً، | وَتَجافَى ، عَنِ الوِشاحِ، بشَطْرِ |
رشأٌ، أقصَدَ الجوانحَ، قصداً، | عن جفونٍ كحلنَ، عمداً، بسحرِ |
كسيَ الحسنَ، فهوَ يفتنَّ فيهِ، | ساحباً ذيلَ بردِهِ المسبكرّ |
تَحتَ ظِلٍّ، مِنَ الغَرَارَة ِ، فَيْنَا | نَ، وورقٍ، منَ الشّبيبة ِ، نضرِ |
أبرزَ الجيدَ في غلائلَ بيضٍ؛ | وجلا الخدَّ في مجاسدَ حمرِ |
وَتَثَنّتْ بِعطفِهِ، إذْ تَهادَى ، | خَطْرَة ٌ تَمْزُجُ الدّلالَ بِكِبْرِ |
زارني، بعدَ هجعة ٍ، والثُّرَيّا | راحة ٌ، تقدرُ الظّلامَ بشبرِ |
والدّجى ، منْ نجومِهِ، في عقودٍ | يَتلألأن مِنْ سِمَاكٍ وَنَسْرِ |
تحسبُ الأفقَ بينَها لا زورْداً، | نثرَتْ، فوقَهُ، دنانيرُ تبرِ |
فَرَشَفْتُ الرُّضَابَ أعذَبَ رَشْفٍ، | وَهَصَرْتُ القَضِيبَ ألْطَفَ هَصْرِ |
وَنَعِمنا بِلَفِّ جِسمٍ بِجِسمٍ | للتّصافي، وقرْعِ ثغرٍ بثغرِ |
يا لها ليلة ً ! تجلّى دجاها، | مِنْ سَنا وَجْنَتَيْهِ، عَنْ ضَوء فجرِ |
قَصّرَ الوَصْلُ عُمرَها؛ وَبِوُدّي | أنْ يطولَ القصيرُ منْها بعمرِي |
من عذيرِي من ريبِ دهرٍ خؤونٍ، | كلَّ يومٍ، أراعُ منهُ بغدرِ |
كلّمَا قلتُ: حاكَ فيهِ ملامي، | نِهسَتْني مِنْهِ عَقارِبُ تَسْرِي |
وترتْني خطوبُهُ في صفيٍّ | فاضِلٍ، نابِهٍ، من الدّهرِ، وِتْرِ |
بانَ عَنّي، وكانَ رَوْضَة َ عَيْني، | فغدا اليومَ، وهوَ روضة ُ فكْرِي |
فكِهٌ، يبهجُ الخليلَ بوجهٍ، | تَرِدُ العَينُ مِنْهُ يَنْبُوعَ بِشْرِ |
لوذَعيٌّ، إنْ يبلُهُ الخبرُ يوْماً، | أخجلَ الوردَ عنْ خلائقِ زهرِ |
وإذا غازلَتْهُ مقلة ُ طرفٍ | كادَ، مِنْ رِقّة ٍ، يَذُوبُ فيَجري |
يا أبَا القَاسِمِ الّذِي كانَ رِدئي، | وَظَهِيري، على الزّمانِ، وَذُخْرِي |
يا أحقّ الورَى بممحوضِ إخْلا | صِي، وأوْلاهُمُ بغاية ِ شكرِي |
طرقَ الدّهرُ ساحَتي، منْ تنائيـ | ـكَ، بجَهْمٍ مِنَ الحَوادِثِ، نُكْرِ |
لَيتَ شِعرِي! والنّفسُ تَعلمُ أن لَيْـ | ـسَ بمُجْدٍ على الفَتى : لَيتَ شعرِي |
هَلْ لخالي زَمانِنا مِنْ رِجوعٍ، | أمْ لماضي زمانِنا مِنْ مَكَرِّ؟ |
أينَ أيّامُنَا؛ وأينَ ليالٍ، | كَرِياضٍ لَبِسْنَ أفْوافَ زَهْرِ |
وزَمانٌ، كأنّما دَبّ فيهِ | وسنٌ، أوْ هفَا بهِ فرطُ سكرِ |
حينَ نغدو إلى جداولَ زرقٍ، | يتغلغلْنَ في حدائقَ خضرِ |
في هضابٍ، مجلوّة ِ الحسنِ، حمرٍ، | وبوادٍ، مصقولة ِ النّبْتِ، عفْرِ |
نَتَعاطى الشَّمُولَ، مُذْهَبَة َ السّرْ | بَالِ، وَالجَوُّ في مَطارِفُ غُبْرِ |
في فُتُوٍ، تَوَشّحُوا بِالمَعالي، | وَتَرَدّوا، بِكُل مَجْدٍ وَفَخْرِ |
وضَّحٍ، تنجلي الغياهِبُ منهمْ | عنْ وجوهٍ، مثلِ المصابيحِ، غرّ |
كلُّ خرقٍ، يكادُ ينهلّ ظرْفاً، | زَانَ مَرْأى بهِ بأكْرَمِ خُبْرِ |
وسجايَا، كأنّهنّ كؤوسٌ؛ | أو رياضٌ قدْ جادَها صوبُ قطرِ |
يَتَلَقّى القَبُولَ مِنّي قُبولٌ، | كُلّما رَاحَ نَفْحُها ارْتاحَ صَدْرِي |
فهوَ يسرِي محمَّلاًن منْ سجايا | كَ، نَسيماً يُزْهَى بِأفْوَحِ عِطْرِ |
يا خَليلي وواحِدي والمُعلّى | منْ قداحي، والمستبدّ ببرّي |
لا يضعْن ودّيَ، الصّريحُ، الذي أرْ | ضاكَ منهُ استواءُ سرّي وجهْري |
وتوالي أذمّة ٍ، نظمتْنَا | نَظْمَ عِقدِ الجُمانِ في نحرِ بِكْرِ |
لا يكنْ قصرُكَ الجفاءَ، فإنّ الودّ، | إنْ ساعَدَتْ حَياتيَ. قَصْرِي |
وَأعِدْ، بالجَوابِ، دَوْلة َ أُنْسٍ، | قد تَقَضّتْ، إلاّ عُلالَة َ ذِكْرِ |
وَاكسُ مَتنَ القِرْطَاسِ ديباجَ لَفْظِ | يبهرُ الفكرَ منْ نظيمٍ ونثرِ |
غررٌ، من بدائعٍ، لا يشكّ الدّهْـ | ـرُ في أنّها قلائدُ درّ |
تتوالى على النّفوسِ، دراكاً، | عن فتى ً موسرٍ، من الطّبعِ، مثرِ |
شدّ في حلبة ِ البلاغة ِ، حتى | بانَ فيها عنْ شأوِ سهلٍ وعمرِو |
وإذا أنْتَ لمْ تعجِّلْ جوابي، | كانَ هذا الكِتابُ بَيْضَة َ عُقْرِ |
فابْقَ في ذمّة ِ السّلامة ِ، ما انْجا | بَ، عنِ الأفقِ، عارضٌ متسرّ |
وَعليكَ السّلامُ ما غَنّتِ الوُرْ | قُ، ومَالَتْ بهَا ذَوائِبُ سِدْرِ |