أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ | والكأس تهدي إلى الفتى طرَبَهْ |
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ | من خجلٍ بالشّقيق منتقبه |
في حجره أجوفٌ له عنقٌ | نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَهْ |
يمُدُّ كفاً إليهِ ضاربة ً | أعناق أحزاننا إذا ضربه |
تحسب لفظاً بأختها نغماً | ويودعُ المِسْمَعِينَ ما حسَبَهْ |
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ | جاءَ بِسِحْرٍ فَأنْطَقَ الخَشَبهْ |
وقهوة ٍ في الزجاج تحسبها | شعلة َ برقٍ في الغيم ملتهبه |
كأنّمَا الدهرُ من تَقَادمِها | أَوْدَعَ في طول عمرها حقِبَهْ |
ماءُ عقِيقٍ إذا ارتدى زبدا | حسبتَ دُرا مجَوِّفاً حَبَبَهْ |
يُسْكِرُ مَن شَمَّهُ بَسَوْرَتِهِ | فكيف بالمنتشي إذا شربه |
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا | إليه مُنقادة ٍ ومنجذبهْ |
يفشيه ذو حكمة ٍ، أنامله | منغماتٌ بزمره ثقبه |
يرسلُ عن منخريه من فمهِ | ريحاً لها نغمة ٌ من القصبَهْ |
كأنّ ألحانَهُ الفصيحة َ منْ | صرِيرِ بابِ الجنَانِ مُكْتَسَبَهْ |