أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ | فيهنّ نوعان تفاح ورمّانُ |
وفوق ذينكَ أعنابٌ مُهَدَّلة ٌ | سودٌ لهن من الظلماء ألوان |
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوحُ به | أطرافهن قلوب القوم قنوان |
غصونُ بان عليها الدهرَ فاكهة ٌ | وما الفواكه مما يحمل البان |
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ | وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان |
أُلفّن من كل شيء طيّبٍ حَسَنٍ | فهُنَّ فاكهة ٌ شتَّى وريْحان |
ثمارُ صدقٍ إذا عاينتَ ظاهرَها | لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان |
بل حلوة ٌ مرة ٌ طوراً يقال لها | شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفان |
يا ليت شعري-وليتٌ غيرُ مجدية ٍ | ألا استراحة قلبٍ وهو أسوان- |
يا ليتَ شعري وليت غيرَ مُجدية ٍ | تلك الفنون فضمتهنّ أفنان؟ |
تجاورت في غصونِ لسنَ من شجرٍ | لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران |
تلك الغصون اللواتي في أكمّتها | نُعْمٌ وبُؤْسٌ وأفراحٌ وأحزان |
بل قَوْلُ عائبهم إفكٌ وبُهتان | ذو الطاعة ِ البر ممَّنْ فيهِ عِصيان |
وما ابتلاهُمْ لإعناتٍ ولا عبث | ولا لجهلٍ بما يطويه إبطانُ |
لكن ليثبت في الأعناق حجته | ويُحْسِن العفْو والرحمنُ رحمن |
مناضلاتٌ بنبل لا تقوم له | كتائب الترك يزجيهنّ خاقان |
مُسْتَظْهراتٌ برأي لا يقومُ به | قصيرُ عمروٍ ولا عمروٌ ووردان |
من كل قاتلة قتلي وآسرة ٍ | أسْرى وليس لها في الأرضِ إثخانُ |
يولين ما فيه إغرامٌ وآونة | يولين ما فيه للمشعوفِ سلوان |
فادعُ القوافي ونُصَّ اليعْمُلات له | أنَّى وهُنَّ كما شُبِّهن بُستان |
يميل طوراً بحملٍ ثم يعدمه | ويكتسى ثم يُلفى وهْو عُرْيان |