ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما هَاجَ حسّانَ رُسومُ المَقامْ، | ومظعنُ الحيّ، ومبنى الخيامْ |
والنُّؤيُ، قدْ هَدّمَ أعْضَادَهُ | تَقادُمُ العَهدِ، بوَادٍ تهامْ |
قدْ أدْرَكَ الوَاشونَ ما حَاوَلوا، | فالحبلُ من شعثاءَ رثُّ الرمامْ |
جِنّيّة ٌ أرّقَني طَيْفُهَا، | تذْهَبُ صُبْحاً وَتُرَى في المنامْ |
هَلْ هِيَ إلاّ ظَبْيَة ٌ مُطفِلٌ، | مألفها السدرُ بنعفيْ برامْ |
تُزْجي غَزَالاً، فاتِراً طَرْفُهُ، | مقاربَ الخطوِ، ضعيفَ البغامْ |
كأنّ فاها ثغبٌ باردٌ | في رصفٍ، تحتَ ظلالِ الغمامْ |
شُجّتْ بِصَهْبَاءَ، لهَا سَوْرَة ٌ، | منْ بيتِ رأسٍ عتقتْ في الخيامْ |
عَتّقَها الحانوتُ دَهْراً، فَقَدْ | مرّ عليها فرطُ عامٍ، فعامْ |
نشربُها صِرْفاً وممزوجة ً، | ثم نُغَنّي في بُيوتِ الرَّخامْ |
تَدِبُّ في الجسمِ دَبِيباً، كما | دَبَّ دَبًى ، وَسطَ رقَاقٍ هيَامْ |
كأساً، إذا ما الشيخُ والى بها | خَمْساً، تَرَدّى بِرِدَاءِ الغُلامْ |
منْ خمْرِ بَيْسانَ تَخَيّرْتُها، | ترياقة ً تورثُ فترَ العظامِ |
يسعى بها أحمرُ، ذو برنسٍ، | مُختلَقُ الذِّفْرَى ، شديدُ الحِزَامْ |
أرْوَعُ، للدّعوَة ِ مُستعجِلٌ، | لمْ يَثْنِهِ الشانُ، خفيفُ القِيامْ |
دعْ ذكرها، وانمِ إلى جسرة ٍ، | جلذية ٍ، ذاتِ مراحٍ عقامْ |
دفقة ِ المشية ِ، زيافة ٍ، | تهوي خنوفاً في فضولِ الزمامْ |
تحسبها مجنونة ً تغتلي، | إذْ لفعَ الآلُ رؤوسَ الإكامْ |
قَوْمي بَنُو النَّجّارِ، إذْ أقْبلتْ | شهْباءُ تَرْمي أهْلَها بالقَتَامْ |
لا نخذلُ الجارَ ولا نسلمُال | مولى ، ولا نخصمُ يومَ الخصامْ |
منا الذي يحمدُ معروفهُ، | وَيَفْرُجُ اللَّزْبَة َ يوْمَ الزّحامْ |