تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَبَلَتْ فؤادَكَ في المنامِ خَريدة ٌ، | تسقي الضجيعَ بباردٍ بسامِ |
كالمسكِ تخلطهُ بماءِ سحابة ٍ، | أوْ عاتقٍ كدمِ الذبيحِ مُدامِ |
نُفُجُ الحقيبة ِ بَوْصُها مُتَنَضِّدٌ، | بلهاءُ، غيرُ وشيكة ِ الأقْسامِ |
بنيتْ على قطنٍ أجمَّ كأنهُ، | فُضُلاً إذا قعدَتْ، مَداكُ رُخامِ |
وتكادُ تكسلُ أن تجيء فراشها، | في لينِ خرعبة ٍ، وحسنِ قوامِ |
أما النهارُ، فلا أفترُ ذكرها، | والليلُ توزعني بها أحلامي |
أقسمتُ أنساها، وأتركُ ذكرها، | حتى تُغيَّبَ في الضّريحِ عظامي |
يا من لعاذلة ٍ تلومُ سفاهة ً، | ولقد عصَيتُ، إلى الهَوى ، لُوّامي |
بكرتْ إليّ بسحرة ٍ، بعدَ الكرى ، | وتقاربٍ منْ حادثِ الأيامِ |
زعمتْ بأنّ المرءَ يكربُ يومه | عُدْمٌ لمُعتكِرٍ منَ الأصْرَامِ |
إنْ كنتِ كاذبة َ الذي حدّثتِني، | فنجوتِ منجى الحارثِ بن هشامِ |
تَرَكَ الأحِبّة َ أنْ يقاتلَ دونَهمْ، | وَنجا برَأس طِمِرَّة ٍ وَلِجامِ |
جرواءَ، تمزعُ في الغبارِ كأنها | سرحانُ غابٍ في ظلالِ غمامِ |
تذرُ العناجيجَ الجيادَ بقفرة ٍ، | مرَّ الدموكِ بمحصدٍ ورجامِ |
ملأتْ به الفرجينِ، فارمدتْ بهِ، | وثوى أحبتهُ بشرّ مقامِ |
وبنو أبيهِ ورهطهُ في معركٍ، | نَصَرَ الإلهُ بهِ ذوي الإسْلامِ |
لولا الإلهُ وجريها لتركنهُ | جزرَ السباعِ، ودسنهُ بحوامي |
طَحَنَتْهُمُ والله يَنْفُذُ أمرُهُ، | حَرْبٌ يُشَبُّ سَعِيرُها بِضِرَامِ |
منْ كلّ مأسورٍ يُشَدُّ صفادُهُ، | صَقرٍ، إذا لاقَى الكتِيبَة َ حامي |
ومُجَدَّلٍ لا يَستجيبُ لِدعوَة ٍ، | حتّى تَزُولَ شوَامخُ الأعلامِ |
بالعارِ والذلّ المبينِ، إذ رأوا | بيضَ السيوفِ تسوقُ كلَّ همامِ |
بيديْ أغرَّ، إذا انتمى لم يخزهِ | نسَبُ القِصارِ، سميذعٍ، مِقدامِ |
بِيضٌ، إذا لاقتْ حديداً صمّمتْ | كالبرقِ تحت ظلالِ كلّ غمامِ |
ليسوا كيعمر حين يشتجِرُ القَنا، | والخيلُ تَضْبُرُ تحت كلّ قَتامِ |
فسلحتَ، إنك من معاشرِ خانة ٍ، | سلحٍ، إذا حضر القتالُ، لئامُ |
فَدعِ المكارِمَ، إنّ قوْمَكَ أُسرة ٌ، | مِنْ وُلدِ شجْعٍ غيرُ جِدِّ كِرَامِ |
من صُلبِ خِندِف ماجدٍ أعرَاقُهُ، | نجلتْ بهِ بيضاءُ ذاتُ تمامِ |
ومرنحٍ فيهِ الأسنة ُ شرعاً، | كالجَفرِ غيرِ مُقابَلِ الأعْمَامِ |