إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ | قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ |
يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ | تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا |
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ، | أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا |
سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ، | إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ |
لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ | عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا |
إن كان في الناس سباقون بعدهمُ، | فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ |
ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ، | وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ |
لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ، | في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ |
أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ، | لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ |
كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ، | ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا |
أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ، | فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا |
إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ، | أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا |
ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ | أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ |
خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا، | ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا |
فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ، | شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ |
نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها، | إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا |
لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ، | وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ |
كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ، | أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ |
إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ، | كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ |
أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ، | إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ |
أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ | فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ |
فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ، | إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا |