تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تأوَّبَني لَيْلٌ بِيَثْرِبَ أعْسَرُ، | وَهَمٌّ، إذا ما نَوّمَ النّاسُ، مُسْهِرُ |
لِذِكْرَى حَبِيبٍ هَيّجتْ ثمّ عَبْرَة ً | سَفُوحاً، وأسْبَابُ البُكاء التَّذكُّرُ |
بلاءٌ، فقدانُ الحبيبِ بلية ٌ، | وكمْ منْ كريمٍ يُبْتَلى ، ثمّ يَصْبِر |
رأيتُ خيارَ المؤمنينَ تواردوا | شَعُوبَ وقدْ خُلّفْتُ فيمن يُؤخَّرُ |
فَلا يُبْعِدَنّ الله قَتْلَى تَتَابَعُوا | بؤتة َ، منهمْ ذو الجناحينِ جعفرُ |
وَزَيْدٌ، وعبْدُ اللَّهِ، حِينَ تتابعوا | جميعاً، وأسبابُ المنية ِ تخطرُ |
غداة َ غدوا بالمؤمنينَ يقودهمْ | إلى الموتِ ميمونُ النقيبة ِ أزهرُ |
أغَرُّ كَلَوْنِ البَدرِ من آلِ هاشِمٍ، | أبيٌّ إذا سيمَ الظلامة َ مجسرُ |
فطاعنَ حتى ماتَ غيرَ موسدٍ، | بمُعْتَرَكٍ، فِيهِ القَنَا يَتَكَسّرُ |
فَصَارَ مَعَ المُسْتَشْهَدِينَ ثَوَابُهُ | جنانٌ، وملتفُّ الحدائقِ، أخضرُ |
وكنا نرى في جعفرٍ من محمدٍ | وَفَاءً، وأمْراً حازِماً حينَ يأمُرُ |
فما زالَ في الإسلامِ منْ آلِ هاشمٍ | دعائمُ عزٍّ لا ترامُ ومفخرُ |
همُ جبلُ الإسلامِ، والناسُ حولهُ | رضامٌ إلى طودٍ يروقُ ويقهرُ |
بهمْ تكشفُ اللأواءُ في كلّ مأزقٍ | عماسٍ، إذا ما ضاقَ بالقوم مصدرُ |
هُمُ أوْلِيَاءُ اللَّهِ أنْزَلَ حُكمَهُ | عليهم، وفيهمْ ذا الكِتَابُ المُطهَّرُ |
بهالِيلُ منهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمّهِ | عَلِيٌّ، ومِنهُمْ أحْمَدُ المُتَخَيَّرُ |
وَحَمزَة ُ، والعَبّاسُ مِنْهمْ، ومِنْهُمُ | عقيلٌ، وماءُ العودِ من حيثُ يعصرُ |