إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه | من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ |
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ | أتاكَ بهِ المثلُ في المثالِ |
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما | تراهُ إجابة ُ علمِ السؤالِ |
أذودُ عنِ القرابة ِ كلَّ سوءٍ | بأرماحٍ مثقفة ٍ طوالِ |
من ألسنة ِ حِداد لا تُبارى | أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال |
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا | عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي |
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً | لإلحاق الأسافلِ بالأعالي |
وإلحامِ الأباعدِ بالأداني | وقالوا: النقصُ من شرطِ الكمال |
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء | يكونُ كمالهُ نقصُ الكمالِ |
ولولا الانحرافِ لما وجدنا | فلا تطلبْ وجودَ الاعتدالِ |
بأنَّ اللهَ لا يعطيهِ خلقاً | فإنَّ وجودَه عينُ المحال |
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا | فإنَّ الحكمَ فينا للزوالِ |
معَ الأنفاسِ والأمثالِ تبدو | هي الخلق الجديد فلا تبال |
وليسَ شؤونُ ربي غيرَ هذا | وهذا الحقُّ ليسَ منْ الخيالِ |
رأيت عمى تكوّن عن عماء | وأين هُدى البيانِ من الضلال |
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ | فإنَّ الحكمَ منْ حكمِ العقالِ |
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ | فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال |
إذا وفى حقيقتهُ عبيدٌ | له حكمُ التفيؤ كالظلالِ |
ألا إنَّ الكمالَ لمنْ تردى | بأردية ِ الجلالِ معَ الجمالِ |
فيفهمُ ما يكونُ بغيرِ قولٍ | ويعجزُ فهمَهُ نطقُ المقالِ |
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ | لأصبح في إسارٍ غيرِ وال |
وقيدَه اللبيبُ وقيدتهُ | صروفُ الحادثاتِ معَ الليالي |
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ | وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ |
إذا كان القويُّ على وجوهٍ | محققة ٍ تؤولُ إلى انقصالِ |
فأقواها الذي قد قلتُ فيه | يكون لعينه عين المحال |