هذا الوجودُ ومن به يتجمل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذا الوجودُ ومن به يتجمل | إنَّ الحديثَ كما يقولُ الأولُ |
دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقعٍ | عن محدث هو بالدلالة أكمل |
إذ كان والأشياء لم يك عينها | فحدوثُها فرق جليٌّ فيصل |
عندَ الذي سبرَ الدليلَ بفكرهِ | لكنْ متى في مثلِ ذا لا يعقلُ |
إنَّ الزمانَ منَ الحوادثِ عينهُ | ومتى محالٌ في الزمانِ فأجملوا |
لوْ يعلمونَ كما علمتَ مكانهُ | ما كنت عنه بمثل هذا تسأل |
لحدوثنا إذْ لمْ نكنْ وظهورنا | في عيننا وكذا المكان ففصلوا |
لوْ أنَّ رسطاليسُ يسمعُ قولنا | ورجاله نظراً عليه عوَّلوا |
أنصفت في التحقيق مذ بينت ما | دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا |
والأشعريُّ يقولُ مثلَ مقالتي | وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأولُ |
والله ما زلتْ بهم أقدامُهم | لكنْ لفهمِ السامعينَ تزلزلوا |
قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته | ولغيره فافهم لعلك تعقل |
هذا هوَ الإمكانُ عندَ جميعهمْ | فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا |
لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا | في البحثِ بالسرِّ الذي لا يجهلُ |
لو أنهم سبروا أدلة عقلهم | وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا |
رأوا اتساعَ الحقِّ منْ إنصافهمْ | وقبولهُ للقولِ فيهِ فأقبلوا |
إخوان صدقٍ لا عداوة َ بينهم | فلهُ العلوُّ نزاهة ً والأسفلُ |
الله أوسع أنْ يقيده لنا | عقدٌ فكلُّ عقيدة ٍ لا تبطلُ |
لكنْ لها وجهٌ إليهِ محققٌ | يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل |
جاء المحققُ في التجلي بالذي | وقعَ النكيرُ بهِ وما هوَ أنزلُ |
فلهُ التجلي في العقائدِ كلها | وأتى بذاكَ تبدُّلٌ وتحوُّلُ |
لوْ لمْ يكنْ هذا تقيدٌ وانتفى | إطلاقه عنه لضاق المنزل |
تدري الخلائقُ في الشعورِ نزولهُ | يومَ القيامة ِ وهوَ يومٌ أهولُ |
عمت سعادته الخلائق كلهم | جاء الرسولُ به ونص المرسل |
وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمة ً | فاعلمْ فليسَ على المكانِ معولُ |
إنَّ الإلهَ حكى لنا ما قالهُ | أهلُ العدالة ِ والصدورُ العدَّلُ |
وهم الدعاة ُ لنا وقد نطقوا بما | جاء الكتابُ به إلينا المنزل |
فينا منَ التجريحِ وهوَ حقيقة ٌ | من غيرة قامت بهم لا تجهل |
لله قاموا غيرة لم يقصدوا | رداً عليهِ لمَّا رأوهُ فأولوا |