إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ | وقد راضني إذ كنتُ حشواها بهِ |
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه | فإنّ الذي تبغيهِ من خلفِ بابهِ |
وهذا خلافُ العرفِ في كلِّ قارعٍ | وما كان هذا الأمر إلا لما به |
من الشوقِ للمطلوبِ إذْ جاءَ خارجاً | وسرَّ وجودُ البابِ عينَ حجابهِ |
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد | يردونَه عن وجههِ وذهابِهِ |
إليهِ على كرهٍ وإنْ كان عالماً | بخيرٍ يراهُ منهُ عندَ إبابهِ |
ووقعَ في توقيعهم كلَّ ما لهم | من الخيرِ إن غادوا بنصِّ كتابِهِ |
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله | وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه |
لقد أخطأوا نهجَ السلامة ِ لو بقوا | على سيرهِم لولا رجيمُ شهابِهِ |
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم | فحادوا إلى ما قاله في خطابه |
وقدْ علموا أنّ السلامة َ في الذي | دعاهم إليه من أليم عقابه |
وإنَّ لهم منْ كلِّ خيرٍ أتمَّهُ | وأعظمُهُ فيهم جزيلُ ثوابِهِ |
إذا خلَّق البازي يروِّع آمناً | يروعُه بالفعلِ صوتُ عقابِهِ |
فيأخذ سَفلاً لا يريد فرية ً | ويذهلُ عن مطوبهِ وصحابهِ |
ويأخذُه الفكرُ الصحيحُ منبهاً | على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به |