إني لأجهل ذات من علمي بها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إني لأجهل ذات من علمي بها | عين الجهالة ِ فالعليم الجاهلُ |
فإذا طلبتُ بحارَ معرفتي بها | جاءتْ بحارُ ما لهنَّ سواحلُ |
ما يشغلُ الألبابَ إلا ذاتها | فلقلبنا في الذاتِ شغلٌ شاغلُ |
ما نالها من نالها إلا بها | وبما لها فهيَ المنالُ النائلُ |
ما قلتُ قولاً في الوجودِ محققاً | إلا وأنت هو المقول القائل |
فانظر بعيني ما تراه فإنه | عيني على التحقيق وهو الحاصل |
لا تفصلوا بيني وبين أحبتي | إن المحب هو الحبيبُ الفاصل |
إني مررتُ بغادة ٍ في روضة ٍ | ترعى الخزامى لم يرعها حابل |
تصطادُ لا تصطادُ فهيَ فريدة ٌ | في شأنها فصفاتُها تتقابلُ |
لوْ أنها ظهرتْ بنعتِ مقامها | حازتْ أعاليها لذاك أسافلُ |
العلمُ مني بالإلهَ فريضة ٌ | فأنا الفريضة والحبيبُ نوافلُ |
وبذا أتى وحيُ الإلهِ لسمعنا | في نطقهِو الصدوقُ القائلُ |
ما مرّ بي يومٌ أراه بناظري | يمضي بنا إلا ويأتي الآجلُ |
ما قسمَ الدورَ الذي لا قسمة ً | في ذاتهِ إلا الحجابُ الحائلُ |
فيقال ليلٌ قد أتاه نهاره | ليريلهُ وهوَ المزيلُ الزائلُ |
فإذا ظهرتَ لمستوى نعتي لهُ | لمْ تبدُ أعلامٌ هناكَ فواصلُ |
فالأمر بين تردّ وتحيرّ | وأبان سحبان |
الفصاحة باقلُ | كلٌّ إلى علمِ الحقيقة آئل |
فلمثلِ هذا يعملُ الشخصُ الذي | هو في الحقيقة بالشريعة عامل |
وهوَ الذي فاقَ الوجودَ تظرفاً | وتصرفاً وهوَ الشخيصُ الكاملُ |
صغرته في اللفظ تعظيماً له | وهو المكبر والغنيّ العائل |
فهو المجيبُ إذا سألت جلاله | وإذا أجبت نداه فهو السائل |
فالأمرُ بينَ ترددٍ وتحيرٍ | وتماثلٍ وتقابلٍ متداخل |
سفرتُ عن الشمسِ المنيرة إذ علتْ | فوقَ العماءِ فحارَ فيها الداخلُ |
لله نورٌ كالسراجِ يمدّه | وهنَ التقابلِ بالنزاهة ِ يأفلُ |
مثلٌ أتاكَ ولمْ تكنْ تدري بهِ | والضاربُ الأمثال ليس يماثل |
لا يقبلُ الإنسانُ علمَ وجودِه | إلا به فهو العليُّ السافل |
ولمَّا درَّ في فضلِ معنٍ مدخلٌ | وأبانَ سبحانُ الفصاحة ِ باقلُ |
نفسُ الثناءِ أسماؤه وهيَ التي | ظهرتْ بنا ولنا عليهِ دلائلُ |
لوْ لمْ يكنْ ما كانَ ثمَّ بعكسهِ | قالتْ بما قلناهُ فيهِ أوائلُ |
لولا منازلُنا لقلتُ معرِّفاً | لكِ يا منازلُ في الفؤادِ منازلُ |
إن النجومَ إذا بدت أنوارها | هي في السماء لمن يسير مشاعل |
يسري لنور ضيائها أهلُ السُّرى | أهلُ المعارجِ في العلومِ أفاضلُ |
وضعت يدي للمهتدين وزينة | للناظرين فسوقة وأقاول |
إني أحامي عنْ وجودِ حقيقتي | بحقيقة ٍ عنها اللسان يناضلُ |
لا يعرفُ الحق المبين لأهله | إلا الإمام اليثربيّ العادل |
لا تعذلوا منْ هامَ فيه محبة ً | قد أفلح الراضي وخابَ العاذلُ |
والمحصناتُ المؤمناتُ أعفة ٌ | لا ترمهنّ فإنهنّ غوافل |
يا مصغياً لنصيحتي لا تغفلنْ | وأعمل بها فالخاسر المتغافل |
واحذر نداءَ الحقِّ يومَ ورودكم | عند السؤالِ بعلمهِ يا غافلُ |
المنزلُ المعمورُ إن أخليته | عن ساكنيه هوَ المحلُّ الآهلُ |
لا يعرف القدرَ الذي قد قلته | في نظمنا إلا اللبيبُ العاقلُ |
القولُ قولُ الشرعِ لا تعدِل به | زُهر النُّهى عند الحقيقة ِ ذابلُ |
تجري على حكم الوجودِ قيودُه | فهو المحبُّ المستهامُ الناحل |
لا تأملْ إلا منْ ينفذُ حكمهُ | قدْ خابَ منْ غيرِ المهيمنِ يأملُ |
منْ كانَ موصوفاً بكلِّ حقيقة ٍ | كونية ٍ هو للمعارفِ قابل |
لا تنفرد بالعقلِ دون شريعة ٍ | روضِ النهى عند الشريعة ماحل |
واعكفْ على علمِ الحقيقة ِ إنهُ | |
لا يقبلُ الإلقاء إلا عاقلٌ | فإذا تخلّى عنه ما هو عاقل |
بيني وبينَ أحبتي سمرُ القنى | عندَ الحمى وتنائفٌ ومجاهلُ |