الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الشكرُ للهِ لا أبغي بهِ عوضا | بلْ شكرُنا امتثالٌ للذي فرضا |
خلى ليَ الأمرُ في الأكوانِ أجمعها | وغادرَ القلبَ مشغوفاً بهِ ومضى |
فما رأيتُ بريقاً في جوانبها | إلا وكان هو البرقُ الذي ومضا |
وآضَ عني الذي قدْ كانَ يحجبني | لما رأى النور في آفاقهنّ أضا |
لمَّا سلكتُ سبيلَ الواصلينَ إلى | بحرِ العماءِ رأيتُ الزاخراتِ أضا |
فقلتُ هلْ ثمَّ بحرٌ لا يكونُ لهُ | سيفٌ فقالوا نعمْ هذا الذي اعترضا |
ما بيننا وهو من وجه يخيط بنا | وما له غاية ولا عليه فضا |
ونحنُ فيهِ كغرقى يسبحونَ بهِ | ولا يقاسون همّاً لا ولا مَضَضا |
بحرُ الثبوتِ الذي أبدى جزائرهُ | فيه ومنه بما قد شاءه وقضى |
والناسُ سفرٌ ولكنْ منْ جزائرِهِ | إلى جزائره في شقوة ٍ ورضى |
الإسمُ يوجدُنا والذاتُ تعدمنا | فما ترى صحة َ إلا ترى مرضا |
إساتنا لم تكن إلا إساءتنا | وهيَ الغذاءُ لمنْ قدْ صحَّ أوْ مرضا |
بها بدا عفوه عنا ورحمته | ومن يقومُ به إحسانه نهضا |
إلى الوجودِ الذي ما عنده عدمٌ | وهوَ الذي حصلَ المأمولَ والغرضا |
شخصاً سويا وقد سماه لي بشرا | منَ المباشرة ِ الزلفى التي انتهضا |
بها فأبصره في عينِ صورته | مثلا فأنشأه حتى يرى عِوضا |
فلم يكن غيرُه إلا بجنته | فزال عن نفسه المثلُ الذي افترضا |