إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنَّ الحروفَ التي في الرقمِ تشهدُها | لها معانٍ وأسرارٌ لمن نظرا |
فأولُ الأمر في مرقومنا ألفٌ | واللفظ ينكره حرفاً على ما ترى |
قالَ ابن حبانَ فيهِ في طريقتهِ | بأنه نصفُ حرفٍ هكذا ذكرا |
ونصفهُ همزة ٌ في عينِ كاتبها | كذا رأيتُ لهُ نصاً وأينَ يرى |
كمثلهِ في علومِ أصلِ مأذخذها | من جعفر وبهذا الفن قد شهرا |
واللفظ ينكر ما قد قال في ألف | وما ابتغى جدلاً ولا رآه مرا |
وإنَّهُ مذهبي إنْ كنتَ تبتغي | لكنَّهُ ثبتها في الاعتبارِ قرا |
فيهَ جميعُ الذي قدْ صادَ صائدُكمْ | من الحروفِ لمنْ أعلمتَهُ قدرا |
فهمزة ٌ تقطعُ العشّاق إنْ هُجرت | وإنَّ في وصلِ من تهوى لها خبرا |
والباءُ تعملُ في عقدِ النكاحِ إذا | خطت على صفة ٍ قد ألبست حبرا |
والتاءُ تجمع شملاً بالحبيبِ إذا | محبوبه بانَ عنه أو نوى سفرا |
والثاءُ تثبتُ أحوالَ الرقيب إذا | جاء الحبيبُ إليه بعد ما هجرا |
والجيم تعملُ في أحوالِ منشئه | حتماً فتفرده إذا القضاءُ جرى |
والحاءُ تطلب بالتنزيهِ كاتبها | يوماً إذا صار تشبيه به وطرا |
جاءت إليك بأعيانِ الورى زمرا | حتى يقضي منها الكاتبُ الوطرا |
والدالُ في كلِّ ما ينويهِ فاعلة ٌ | لهُ المضاءُ وجلَّ الأمرُ أو صغرا |
والذالُ في حضرة ِ الزلفى لهُ قدمٌ | فكلما رامَ تقديماً يرى لورا |
والراءُ توصلهُ وقتاً وتفرحهُ | بكل ما يبتغي فزاحم القدرا |
وإنَّ لاماً إذا ما جاورت ألفاً | كذا رأيناهُ في أعمالنا ظهرا |
والطاء تطلبُ تنفيذ الأمور له | فانظر ترى عجباً إنْ كنتَ معتبرا |
والظاء تعطى حصول العبد في رتب | تعنو الوجوه له والشمسُ والقمرا |
والكاف فيه لمهمومٍ إذا كتبت | تفريجُ كربٍ لهُ في كلِّ ما أمرا |
واللامُ درعٌ له فيه يحصنه | من كلِّ سوءٍ ومكروهٌ من الأمرا |
والميم يروى به من كان ذا عطشٍ | من العلومِ بهذا القدر قد فخرا |
والنون تجري مع الأفلاك صورتُه | لنيلِ صورة أنثى تَشتهي ذكرا |
والصادُ نورٌ قويٌّ في تشعشعهِ | بما له منه في أحواله السرا |
والضادُ كالصادِ إلا أنَّ منزله | أدنى فتلحقه برتبة الوزرا |
والعينُ كالجيمِ إلا أنَّ صورتهُ | في الفعل أقوى ظهوراً هكذا اعتبرا |
والغين كالعينِ إلا أنْ يقومَ بهِ | عينُ السحاب الذي لا يحمل المطرا |
والفاءُ كالباءِ في التصريفِ وهيَ بهِ | أتمُّ فعلاً فقدْ جلتْ عنِ النظرا |
والقافُ تعملُ في الضدينِ إنْ كتبتْ | غرباً وشرقاً فكن للحالِ مدَّكرا |
والسين تعصمُ من سوء تخيُّله | نفسُ الضعيفِ إذا شخصٌ بذاكَ زرى |