منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
منْ ظنَّ أنَّ طريقَ أربابِ العلى | قولٌ فجهلٌ حائلٌ وتعذَّرُ |
إنَّ السبيلَ إلى الإلهِ عناية ٌ | منهُ بمنْ قد شاءَه وتعزُّرُ |
لا يرتضي لحقيقة ٍ وعزة ٍ | إلا إذا ضمَّ السنابلَ بيدرُ |
الحالُ يطلبهُ بشرطِ مقامهِ | فإذا ادعاهُ فحالهُ لكَ يُشهرُ |
يتخيلُ المسكينُ أنّ علومها | ما بينَ أوراقِ الكتابِ تسطرُ |
هيهاتِ بل ما أودعوا في كتبهم | إلا يسيراً منْ أمورٍ تعسرُ |
لا يقرأ الأقوامُ غيرَ نفوسِهم | في حالهمْ معْ ربهم هلْ يحصرُ |
فترى الدخيلَ يقيس فيه برأيه | ليقال هذا منهم فيكبر |
وتناقضت أقواله إن لم يكن | عنْ حالهِ فيما تقدَّمَ يخبرُ |
علمُ الطريقة ِ لا ينالُ براحة ٍ | ومقايس فاجهد لعلك تظفر |
غرَّت علومُ القومِ عن إدراك من | لا يعتريه صبابة ٌ وتحيُّر |
وتنفَّسٌ مما يَجنُّ وأنة | وجوى يزيد وعَبرة لا تفتر |
وتذللْ وتولهْ في غيبة ٍ | وتلذَّذٌ بمشاهد لا تظهر |
وتقبضْ عندَ الشهودِ وغيرة ٍ | إنْ قامَ شخصٌ بالشريعة ِ يسخرُ |
وتخشعْ وتفجعْ وتشرعْ | بتشرعٍ للهِ لا يتيغيرُ |
هذا مقامُ القومِ في أحوالهمْ | ليسوا كمن قال الشريعة ُ مزجر |
ثم ادّعى أنّ الحقيقة خالفتْ | ما الشرعُ جاء به ولكن تستّر |
تبّاً لها من قالة مِنْ جاحد | ويلٌ لهُ يومَ الجحيمِ يسعرُ |
أوْ منْ يشاهدُ في المشاهد مطرقاً | ليقال هذا عابدٌ متفكِّر |
هذا مرائي لا يلذُّ براحة ٍ | في نفسهِ إلا سويعة َ يتطرُ |
لكنه من ذاك أسعد حالة | ولهُ النعيمُ إذا الجهولُ يفطرُ |