وقـال أيضـاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقـال أيضـاً:يدل الجزؤ من مضمون كوني | على ما دلَّ كلّي من وجودهْ |
فيشهدني وأشهده بنفسي | فأفنى عن وجودي من شهودهْ |
ولولا أن يقال صبا لأمر | لقلتُ صدورنا منْ عينِ جودهْ |
يراهُ العارفُ الخريتُ ليلاً | بأجواز المفازة ِ عين بيذه |
يراه النائمُ اليقظانُ كشفاً | كرؤية ذي التهجد في هجوده |
يراه الحائرونَ بلا دليلٍ | كرؤية ذي المقاصد في قصوده |
يراهُ ناظمُ المرجانِ فيهِ | من أسماءٍ لهُ سلكاً بجيدهْ |
يراهُ ناظمُ الألفاظِ بيتاً | هوَ الروحُ المؤيدُ في قصيدهْ |
يراه ناظم الأحجار عقدا | وذاك العقد من اسنى عقوده |
قرأت بعقده أجيادَ دهرٍ | بهِ أخذَ الشهادة َ في عقودِهْ |
له التسبيحُ والفرقان فيه | يميزه ركوعك مع سجودِه |
وحاذرْ أنْ تمازجَ بين ربٍّ | وبين من اصطفاهم من عبيده |
يراهُ مطلقاً من كانَ أعمى | كرؤية ذي البصيرة في قيوده |
فذاك الفيلسوف بغير حدٍّ | وهذا الأشعريُّ على حدودِهْ |
وكلهمُ رهينُ الحبسِ فيهِ | بجعلِ العقلِ ذلك من صيوده |
على الإنصافِ آمنهُمْ شخيصٌ | طليقٌ ليسَ يرسفُ في قيودِهْ |
وهمْ أجنادُه وظهورُ ملكٍ | مطاعٍ إنَّما هوَ منْ جنودِهْ |
بذا سعدوا وحازوا الأمنَ منهُ | وإنْ تعبوا المآلُ إلى سعودِهْ |
لذا سبقتْ إلى الغايات رحمتيّ | وحازتْها بمنزلتي سعودِهْ |
فحلتِ في الجنانِ وفي جحيمٍ | وإن كانا لنا داري خلوده |
فاخبئه ليستر في جحيمٍ | من الآلام أنسى من جحوده |
فلوْ لزموا الحقائقَ لمْ يكونوا | كمنكرٍ ما رآه لذي ورودِهْ |
تجلّى للبصائر من بعيد | تجليه كمن هو في وريده |
وأطلعه على ما كان منه | من الشكر العميم على مزيده |
تراه عند وصل العين منه | بذاكَ مثلَ فصلكَ في شرودِهْ |
فلا تطلب منَ الرحمنِ عهداً | فيسألكَ المهيمنُ عن عهودِهْ |
وسالمهُ تكنْ عبداً سؤوماً | وتظفرْ بالزيادة ِ في شهودِهْ |