تولدتَ عني وعن واحدٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تولدتَ عني وعن واحدٍ | فسميتَ بالغائبِ الشاهدِ |
فلولا قبولي وأسماؤهُ | لما كنت عني وعن واحد |
فيا منْ هوَ النعتُ في عينهِ | ومَن نعتُه ليس بالزائدِ |
لقدْ رُمتُ أمراً فلمْ أستطع | كما رامَه الصيدُ بالصائدِ |
تراوغُ عنْ سهمهِ قاصداً | وأين الفِرارُ من القاصدِ |
ومنْ أعجبِ الأمرِ أني بهِ | صدرت ولم يك عن واردِ |
وكيفَ الصدورُ وما في الصدورِ | سوى مقبلٍ عنه أو شارد |
تعاليتُ لما تعاليتم | وما أنت بالواحد الواجد |
أنا واحدٌ واجدٌ كونكمْ | ولستُ لعيني بالفاقد |
أنا ثابتٌ لستُ عن مثبت | كما أنا عن موجدٍ ماجدِ |
فإنّ غناه وإنَّ افتقاري | دليلٌ لذي النظر الفاسد |
وكيفَ الغنى والذي عندنا | منْ أسمائِهِ بالغنى شاهدي |
فإن غناه بأعياننا | محالٌ عليهِ لدى الناشدِ |
ولكنه مثلُ ما قاله | غنيٌّ عن العالم الراصد |
وذاك الغنيُّ بلا مِرية | وإياكَ من نفثة ِ العاقدِ |
تعالى عن الفقر في ذاته | علوّ الحفيظِ على الراقد |
تعوذتُ منهُ بهِ مثلَ ما | تعوذتُ منْ غاسقٍ حاسدِ |
فنعتي الإقامة ُ في موطني | كما نعته عنهُ بالوافدِ |
فينزلُ ربي إلى خلقِه | ولا وَصْفٌ للخلقِ بالصَّاعد |
إليهِ ولكنْ لآياتِهِ | كما جاءَ في المحكمِ النافدِ |
يقرّ ويجحَدُ إقرارُه | وأينَ المقرُّ منَ الجاحدِ |
أزينهُ وهوَ ليْ زينة ٌ | كما زيّن القلبُ بالساعدِ |
طردتَ الذي لم تُرد قربَه | وسميتَ عبدَك بالطاردِ |
إذا امتحن الله عبّادَه | نفوزُ بمعرفة ِ العابدِ |
كما الأمُّ تضربُ أولادها | لتظهر مرتبة ُ الوالدِ |
دعاني إلى رفدهِ جودهُ | وما كلُّ من سارَ كالقاعدِ |
فسيري به مثلَ سيري له | فأنعتُ بالسائقِ القائد |
أذودُ الردى عنْ جنابِ الهدى | لا علمَ في الناسِ بالذائدِ |
وما ذدته عنه إلاّ به | فيا خيبة َ العالمِ الحائدِ |