إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنَّ الوجودَ لعينِ الحكمِ والذاتِ | تحققُّ آلامي ولذَّاتي |
وحكمها صور بالذاتِ ظاهرة ٌ | للعين في الحالِ لا ماضٍ ولا آتي |
نقولُ ذا فلكٌ نقولُ ذا ملك | في أيِّ كونٍ من أرضٍ أو سموات |
فالصورُ مختلفٌ والعينُ واحدة ٌ | وإنّ فيه لما يدري لآيات |
وهو الذي ينتفي إنْ كنت تعقله | وحكم أعياننا عينُ الدلالات |
فما ترى صوراً في العين قائمة | إلاّ بوجهين من نفيٍ وإثباتِ |
إنّ الامورَ لتجري نحو غايتها | وعزة ِ الحقِّ ما أدري بغايات |
الأمرُ كالدورِ أو كالخطِّ ليسَ لهُ | في الامتداد انتهاء كالكميات |
بالفرضِ كانتْ لهُ الغاياتُ إنْ نظرتْ | عقولنا ليس هذا فيه بالذات |
إنَّ الوجودَ لدارٌ أنتَ ساكنها | بالوهمِ في عينِ ما يحويَ منْ أبياتِ |
وما هنالكَ أبياتٌ لذي نظرٍ | وإنَّها صورُ أولادِ علاتِ |
إنَّ الذي أوجدَ الأعيانَ في نظري | لصانعٌ صنعُه بغيرِ آلات |
لو لمْ يكنْ صنعهُ لمْ يدرِ ذو نظرٍ | بأنه صانعٌ جميعَ ما يأتي |
وإنها صورٌ للحسِّ ظاهرة ٌ | لكنها بين أحياءٍ وأمواتِ |
والكلُّ حيٌّ فإنَّ الكلَّ سبحهُ | بذاك أعلمني قرآنه فاتِ |
بمثله إن تكن دعواك صادقة ٌ | وإن عجزتُ ذاكَ العجزُ من ذاتي |
لولا معارضة ٌ قامتْ بأنفسهم | له فأعجزهم برهانُ إثبات |
الصدقُ أصلك في الإعجاز أعلمني | بذاكَ في مشهدِ ربِّ البرياتِ |
فاصدقْ ترى عجباً فيما تفوهُ بهِ | للسامعينَ لهُ من الخفياتِ |
ذاك الهدى للذي قدْ باتَ يطلبُه | وليسَ يدري بهِ أهلَ الضلالاتِ |
فاعكف بشاطىء واديه عساك ترى | ولا تقل إنه من المحالات |
وانهض به طالباً ما شئت من حكم | ولا تعرجْ على أهلِ البطالاتِ |
وقم به علماً في رأسِ مَرقبة ٍ | فإنَّ فيه لمنْ يدري علاماتِ |
واحذرْ جهالة َ قومٍ إن همُ غضبوا | فالله يهلكُ أصحابَ الحميَّات |
يا طالبَ الحقِّ والتحقيقِ من كلمي | أودعت ما تبتغيه طيَّ أبياتي |
صغر وكبرٌ وقل ما شئتَ من لقبٍ | مثل اللتيا إذا صغرتَ واللاتي |