ويلتاح في جو السماءِ إذا انبرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ويلتاح في جو السماءِ إذا انبرى | نسيمُ الصبا برقٌ يدلُّ على الفنا |
وفي رمضانٍ صيحة ٌ يهتدي بها | قلوبُ رجالٍ عاينوا الأمر في العمى |
إذا لاح في كنز الفراتِ مغرّبٌ | له الطائر الميمونُ والنصرُ في العِدى |
ويقدمُ ذو الشامات عسكرهُ الذي | كمنطقة ِ الجوزاءِ لكن في الاستوا |
يسمى بيحيى الأزوأ ذو شنوءة ٍ | فيحيا به الدينُ الحنيفيُّ والهدى |
ولا تلتفتْ إذ ذاك فخل جداله | فإن الكلابَ السودَ تولغن في الدما |
على كبشهمِ يلتاحُ نورُ هداية ٍ | بمغربنا الأقصى إذا أشرقتْ ذُكا |
ومنتسبٍ يعزو لسفيانَ نفسه | بذي سَلْم لِما تمرَّد أو طغى |
ويقدمُ نصر الله جيشُ ولاتِه | إلى بلدة ٍ بيضاءَ سامية ِ البنا |
فيفتح بالتكبير لا بقواضبَ | تسلُّ على الأعداءِ في رونقِ الضحى |
فما تنقضي أيامُ خاءٍ وتائهاً | مكملة ً إلا ويسمعكَ الندا |
أتى الأعور الدجالُ بالدعوة ِ التي | تنزلهُ دار الخسارة ِ والشقا |
فيمكثُ ميماً لا يفلُّ حسامه | وتأتي طيورُ الحقِّ بالبِشرِ والزها |
وفي عام جيم الفاءِ تنزل روحهُ | من الماية ِ الأخرى دمشقَ فينتضى |
هنالك سيفٌ للشريعة ِ صارمٌ | بدعوة ِ مهديٍّ وسنة مصطفى |
فيقتلُ دجّالاً ويدحضُ باطلاً | ويهلكِ أعداءً وينجو من اهتدى |
ويحصُرُ روحَ اللهِ في الأرضِ مدة ً | وقلتُ لفتيانٍ كرامٍ ألا انزلوا |
بناه له عيسى بن أيوبَ رتبة ً | حباه بها ربُّ السموات في العلى |
يخربه رأياً ويبقي رسومه | ليعلمَ منه ما تهدم واعتنى |
فيهلكهم في الوقت ربُّ محمدٍ | وتأتي طيورُ القدسِ ينسلن في الهوا |
فتلقى عباد الله في بحرِ سخطهِ | ويأتي سماء ينزعُ النتنَ والدما |
فيمكثُ ميماً في السنين ونصفها | على خيرِ حال في الغضاضة ِ والرخا |
ويمشي إلى خيرِ الأنامِ مجاوراً | لينكحه الأمَّ الكريمة َ في العُلى |
ومن بعدهِ تنشقُ أرضٌ بدخها | ودابة ُ بلوى لم تزل تسمُ الورى |
ومن بعدِ ذا صعقٌ يكونُ ونفخة ٌ | لبعثٍ فحقِّق ما يمرّ ويتقى |
فهذي أمور الكون لخصتُها لمن | تيقن أنَّ الحادثاتِ من القضا |
وليس مرادي شرحَ وقع كوائن | ولكنّ قصدي شرح أسرارها العلى |
فينزل للأسرار يبدي عيونها | إلى كل ذي فكرٍ سليمٍ وذي نهى |