أعاذلَ قُومي فاعذلي الآنَ أوْ ذَري
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعاذلَ قُومي فاعذلي الآنَ أوْ ذَري | فلستُ وإنْ أقصرتِ عنّي بمقصرِ |
أعاذِلَ لا واللهِ ما منْ سلامة ٍ | وَلَوْ أشفقتْ نَفْسُ الشّحيحِ المُثمِّرِ |
أقي العِرْضَ بالمَالِ التِّلادِ وأشْتَري | بهِ الحَمدَ إنَّ الطّالبَ الحمدَ مُشترِي |
وكَمْ مُشترٍ من مالِهِ حُسنَ صِيِتهِ | لأيّامِهِ في كُلِّ مَبْدى ً ومَحْضَرِ |
أُباهي بهِ الأكفاءَ في كلِّ مَوْطِنٍ | وأقضي فُرُوضَ الصَّالحينَ وَأقْتَرِي |
فإمّا تريني اليومَ عندكِ سالِماً | فلستُ بأحْيا مِنْ كلابٍ وجعفرِ |
وَلا منْ أبي جزءٍ وجاريْ حمومة ٍ | قَتيلِهِمَا والشّارِبِ المُتَقَطِّرِ |
ولا الأحْوَصينِ في لَيالٍ تتابعَا | وَلا صاحبِ البَّراضِ غيرِ المغمَّرِ |
وَلا مِنْ رَبيعِ المقترينَ رزئْتُهُ | بذي علقٍ فاقنيْ حياءَكِ واصْبرِي |
وقيسِ بنِ جزءٍ يومَ نادى صحابهُ | فعاجُوا عليهِ من سواهمَ ضمَّرِ |
طوتْهُ المَنَايَا فوقَ جرداءَ شطبة ٍ | تَدِفُّ دَفيفَ الرَّائحِ المُتَمَطِّرِ |
فباتَ وَأسْرَى القَوْمُ آخِرَ لَيلِهِمْ | وما كانَ وقّافاً بدارِ معصّرِ |
وبالفُورَة ِ الحَرَّابُ ذو الفَضْلِ عامِرٌ | فَنِعْمَ ضِياءُ الطّارِقِ المُتَنَوِّرِ |
ونِعْمَ مُنَاخُ الجارِ حَلَّ بِبَيْتِهِ | إذا ما الكعابُ أصبحتْ لم تسترِ |
ومَنْ كانَ أهلَ الجودِ والحزْمِ والندى | عُبَيْدَة ُ والحامي لَدَى كلِّ محْجَرِ |
وَسَلْمَى ، وسَلمَى أهلُ جودٍ ونائلٍ | متى يدعُ مولاهُ إلى النصرِ ينصرِ |
وبَيْتُ طُفَيْلٍ بالجُنَيْنَة ِ ثاوِياً | وبَيتُ سُهَيْلٍ قد علِمتِ بصَوْءَرِ |
فلمْ أرَ يوْماً كانَ أكثرَ باكياً | وحسناءَ قامتْ عن طرافٍ مجوّرِ |
تَبُلُّ خُمُوشَ الوَجهِ كلُّ كريمَة ٍ | عَوانٍ وبِكْرٍ تَحْتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ |
وبالجرِّ مِنْ شرقيِّ حرسٍ مُحاربٌ | شُجاعٌ وذو عَقْدٍ منَ القَوْمِ مُحتَرِ |
شهابُ حُروُبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ | عَصائبَ رهْواً كالقَطا المُتَبَكِّرِ |
وصاحبُ ملحوبٍ فجعنَا بيومهِ | وعندَ الرّداعِ بيتُ آخرَ كوثرِ |
أُولئِكَ فابكي لا أبَا لَكِ وانْدُبي | أبَا حازِمٍ في كُلِّ يَوْمٍ مُذَكَّرِ |
فشَيَّعَهُمْ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهُمْ | سرارة ُ ريحانٍ بقاعٍ منوّرِ |
وشمطَ بني ماءِ السماءِ ومردَهُمْ | فهَل بَعْدَهُمْ مِنْ خالدٍ أوْ مُعَمَّرِ |
وَمَنْ فادَ مِن إخوانِهِمْ وبَنيهِمِ | كهولٌ وشبّانٌ كجنّة ِ عبقرِ |
مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السّبيلِ عَلَيهِمِ | بهيٌّ منَ السّلاّفِ ليسَ بحيدرِ |
فكائِنْ رَأيْتُ مِنْ بَهاءٍ ومَنْظَرٍ | ومفتحِ قيدٍ للأسيرِ المكفّرِ |
وكائنْ رأيْتُ منْ ملوكٍ وسوقَة ٍ | وراحلة ٍ شدّتْ برحْلٍ محبّرِ |
وأفنى بَناتُ الدّهرِ أرْبابَ ناعطٍ | بمُسْتَمَعٍ دونَ السّماء ومَنْظَرِ |
وبالحارِثِ الحرابِ فجعنَ قومَهُ | ولَوْ هاجَهُمْ جاءُوا بنَصْرٍ مُؤزَّرِ |
وأهلَكْنَ يوماً ربَّ كندَة َ وابنهُ | وربَّ مَعَدٍّ بينَ خَبْتٍ وعَرْعَرِ |
وأعوَصْنَ بالدُّوميّ من رَأسِ حِصْنِهِ | وأنزلْنَ بالأسبابِ ربَّ المشقرِ |
وأخلَفْنَ قُسّاً ليتني ولوَ أنّني | وأعْيا على لُقْمَانَ حُكْمُ التّدَبُّرِ |
فإنْ تسألِينا فيمَ نحنُ فإنّنَا | عَصافيرُ مِنْ هذا الأنامِ المُسَحَّرِ |
عَبيدٌ لحيّ حِمْيَرٍ إنْ تَمَلّكُوا | وتَظلِمُنا عُمّالُ كسْرَى وقَيصرِ |
وَنَحْنُ وَهُمْ ملكٌ لحِميرَ عَنْوَة ً | وما إنْ لَنا مِنْ سادَة ٍ غير حِميرِ |
تبَابِعَة سَبْعُونَ مِنْ قَبلِ تُبَّعٍ | تولّوا جميعاً أزهراً بعدَ أزهَرِ |
نَحُلُّ بِلاداً كُلُّهَا حُلَّ قَبْلَنَا | ونَرْجُو الفَلاحَ بَعْدَ عَادٍ وحِمْيرِ |
وإنّا وإخواناً لَنا قدْ تتابعُوا | لكالمغتدي والرّائحِ المتهجّرِ |
هَلِ النّفْسُ إلاَّ مُتعَة ٌ مُستَعارة ٌ | تُعَارُ فَتأتي رَبَّها فَرْطَ أشهُرِ |