قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد مَرَرْنَا على مَغَانيكِ تلكِ | فرأينا فيها مشابهَ منكِ |
عارضتنا المها الخواذلُ أسرا | باً بأجراعها فلمْ نسلُ عنكِ |
لا يرعْ للمها بداركِ سربٌ | فلقد أشبهتكِ إن لم تكُنكِ |
مُسعِدي عُجْ فقد رأيتَ مَعاجي | يومَ أبكي على الدّيارِ وتبكي |
بحنينٍ مرجَّعٍ كحنيني | و تشكٍّ مردَّدٍ كتشكّي |
فاتّئِدْ تسكبِ الدموعَ كسكبي | ثمّ لا تَسفِكِ الدّماءَ كسَفْكي |
لا أرى كابنِ جعفر بنِ عليٍّ | مَلِكاً لابِساً جلالَة َ مُلْكِ |
تتفادى القلوبُ منه وجيباً | في مَقَامٍ على المتَوَّج ضَنْك |
فكأنّا صبيحة َ الإذنِ نلقى | دونهُ المشرفيَّ هزَّ لبتك |
و طويلَ النِّجادِ فرَّجَ عنهُ | جانبُ السِّجْفِ عن حياة ٍ وهُلك |
لا أراهُ بتاركي حينَ يبْدو | وأشوبُ اليقِينَ منْهُ بشَكِّ |
هَتَكَ الظُّلمَ والظلامَ به ذو | روعة ٍ لا يريبُ ستراً بهتك |
فهو فينا خليفة ُ البدْرِ ما استحـ | ـلَكَ ليلٌ إذا تجلّى بحُلْك |
مثلَ ماء الغمام يندى شباباً | وهو في حُلَّتَيْ تَوَقٍّ ونُسْك |
يطئ الأرضَ فالثَّرى لؤلؤ رطْـ | بٌ وماءُ الثَّرى مجاجة ُ مسك |
مَنْسَكٌ للوفود يُعْتَام قد | أنضَى المَطايا بطول وَخْدٍ ورتَك |
أنا لولا نوالهُ آنفاً لم | يَكُ لي في شكاية ِ الدهرِ مُشك |
سحَّ شؤبوبهُ فأجرى شعابي | و طمى بحرهُ فأغرقَ فلك |
قلتُ للمزنِ قد ترى ما أراهُ | فاحكِهِ إن زَعَمْتَ أنّك تَحكي |
و إذا زعزعَ الوشيجَ وألقى | بجرانٍ على الأعادي وبرك |
نَظَمَ الفارسَ المُدَجَّجَ طَعْناً | تحتَ سَردٍ من لأمَة ٍ ومِشَك |
جعفرٌ في الهياجِ بأساً كبأسٍ | إن سطا بالعدى وفتكاً كفتك |
وإذا شاءَ قَلّدَتْهُ جُذامٌ | شرفَ البيتِ من أواخٍ وسمك |
منصبٌ فارعٌ وغابُ أسودٍ | لم تَدِنْهُ الملوكُ يوماً بمَلْك |
حفَّ مأثورهُ بمجدٍ وفخرٍ | أغنيا فيهِ عن لجاجٍ ومحك |
هاكَ إحدى المحبَّراتِ اللّواتي | لم أشُبْ صِدقَها بزُورٍ وإفْك |
نَظْمُها مُحْكَمٌ فقارَنَ بَينَ الـ | درِّ النَّظمِ وأخلصَ التِّبرَ سبكِ |
و لْقدمنْ أخذتُ من شكري نعما | كَ بحطّي فكان أخذي كتَركي |
بؤتُ بالعجزِ عن نداكَ وقد أجـ | ـهَدتُ نَفْسي فقلتُ للنفس قَدْكِ |