أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فقدان العاطفة نحو الزوجة من قبل الزوج وعدم رؤيته لإيجابياتها ومحاسنها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

تزوجت من حوالي 4 شهور من فتاة عمرها 27 سنة مهندسة، بعد بعض الملابسات الصغيرة، حيث تعرضت للرفض من أهلها في البداية لأسباب مادية، مع العلم أن قريباً لها هو الذي تسرع وورطني في التقدم لها، ثم بعدها عادوا إلى صوابهم، لكن الحقيقة أنني منذ اليوم الأول وحتى الآن لا أحمل لها أي عاطفة قوية أو حتى ضعيفة، لكن أحسست أني في الأمر الواقع خصوصاً بعد أن وافقوا، والوضع الآن بعد الزواج معقد، حيث إنني أصبحت أجاهد نفسي حتى أستطيع معايشتها دون أن أظلمها.
والحقيقة أنني أشعر أنها لم تكن في يوم من الأيام فتاة أحلامي، رغم أنني أحاول أن أطبع نفسي وأتجاوب معها، لكن دون فائدة فهي دائماً تشكو من فتوري وبرودي العاطفي تجاهها، ورغم ذلك فهي تحبني، لكن أنا لا أستطيع أن أبادلها الحب، والآن أشعر أنني تسرعت ولم أملك الشجاعة لأفسخ الخطوبة من البداية، حيث إنني كنت متردداً، وفي صراع بين قلبي ومخاوف من الآثار الاجتماعية، لكن ماذا أفعل الآن؟
وقد تعقد الوضع رغم أنني أفكر جدياً في الانفصال الآن، خصوصاً وأنا أشعر بضيق وغم حين أنظر إليها لا أرى فيها جمالاً، بل أركز على عيوبها التي تشعرني بالضيق، مع العلم أن مما زادني ضيقاً هو أنني اكتشفت في ليلة الزفاف أن بها شيبة، شاب جزء ليس بالقليل من شعرها شيباً واضحاً، فأنكرت عليها أنها لم تخبرني بذلك أثناء الخطوبة، فقالت: إنها لم تعتقد أن الأمر بالغ الأهمية.
المهم أنني الآن أشعر باضطراب بدلاً من الاستقرار الذي أبحث عنه، ولدي شعور أني قد أرتاح إذا انفصلت عنها، رغم حبها لي ورغم كل الخسائر الاجتماعية، فما العمل؟ علماً بأنها حامل وراودني الشيطان أن أتخلص من الحمل دون أن أخبرها، هي الآن في شهرها الثالث.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كامل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب الذي يعود عليك بالخير في دينك ودنياك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك تدفع ثمن تسرعك في اتخاذ قرار زواجك من هذه الأخت، وهذا شأن القرارات غير المدروسة غالباً، والذي أتمناه الآن ألا تتعجل أيضاً في اتخاذ قرارك هذه المرة لأن العواقب ستكون وخيمة وأشد وأسوء من الذي تعاني منه الآن، خاصة وأن هناك إنساناً سوف يدفع ثمن هذا القرار طيلة عمره، فكم أتمنى ألا تتسرع في اتخاذ قرار الفصل، وأن تحاول التغلب على تلك الحالة النفسية التي تعاني منها تجاه زوجتك، وكم أتمنى أن تحاول التركيز على ما فيها من محاسن وهي موجودة قطعاً وبلا شك، وأن تغض الطرف عن عيوبها لأنه يستحيل أن تخلو امرأة أو رجل من محاسن أو من عيوب وتلك طبيعة البشر عموماً، والنبي صلى الله عليه وسلم يوصيك بقوله: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) وزوجتك وبلا شك فيها محاسن قد تغفر لها بل وقد تضيع سيئاتها في بحور حسناتها لو كنا منصفين.
فحاول -أخي الدكتور كامل- واجتهد وأخلص الدعاء والإلحاح على الله أن يبدل الله مشاعر الكراهية والنفور وأن يذهبها وأن يحل معها مشاعر الحب والتفاهم والانسجام، وأعط لنفسك فرصة موسعة حتى تجرب تلك الوصفة وتستنفد طاقتك في الدعاء والإلحاح على الله، وعندي أمل في أن الله سيحدث لك انفراجة ربانية وما ذلك على الله بعزيز.
فإن قدر الله ولم يحدث ذلك فاشرح موقفك لزوجتك، واذكر لها محاولاتك المتكررة وأعطها من العهود والمواثيق ما تؤمن به مستقبلها هي وولدك حتى لا تحولهم إلى ضحايا بغير جرم اقترفوه ولا معصية ارتكبوها، وكم في الدنيا من آيات وعبر يحدثها مولاك عند صدق النوايا وصفاء القلوب.
فاجتهد في الدعاء والإلحاح عليه سبحانه فقلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها سبحانه كيف شاء، ولا يعز عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...