أقول لركب رائحين لعلكم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقول لركب رائحين لعلكم | تَحِلّونَ مِنْ بَعدي العَقيقَ اليَمانيَا |
خذوا نظرة مني فلاقوا بها الحمى | وَنَجداً وَكُثبانَ اللّوَى وَالمَطالِيَا |
ومرّوا على أبيات حيّ برامة | فَقُولُوا: لَديغٌ يَبتَغي اليَوْمَ رَاقِيَا |
عَدِمْتُ دَوَائي بالعِرَاقِ فَرُبّمَا | وَجَدْتُمْ بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيَا |
وقولوا لجيران على الخيفِ من منى | تُرَاكُمْ مَنِ استَبدَلتُمُ بجِوَارِيَا |
ومن حل ذاك الشعب بعدي وراشقت | لواحظه تلك الظباء الجوازيا |
ومن ورد الماء الذي كنت وارداً | بهِ وَرَعَى الرّوْضَ الذي كنتُ رَاعِيَا |
فوالهفتي كم لي على الخيفِ شهقة | تَذُوبُ عَلَيها قِطعَة ٌ مِن فُؤادِيَا |
صَفا العَيشُ من بَعدي لحَيٍّ على النّقا | حلفتُ لهمْ لا أقرَبُ المَاءَ صَافِيَا |
فَيَا جَبَلَ الرّيّانِ إنْ تَعرَ مِنهُمُ | فإنّي سَأكْسُوكَ الدّموعَ الجَوَارِيَا |
ويا قرب ما أنكرتمُ العهد بيننا | نَسيتُمْ وَما استَوْدَعتُمُ الوُدّ ناسِيَا |
أأنكرتمُ تسليمنا ليلة النّقا | وموقفنا نرمي الجمار لياليا |
عَشِيّة َ جَارَاني بِعَيْنَيْهِ شَادِنٌ | حديث النوى حتي رمى بي المراميا |
رمى مقتلي من بين سجفي عبيطه | فيا راميا لا مسّك السوء راميا |
فيا ليتني لم أعل نشزاً إليكمُ | حراماً ولو أهبط من الأرضِ واديا |
ولم أدر ما جمعٌ وما جمرنا منى | ولم ألقَ في اللاقين حيّاً يمانيا |
ويا ويح قلبي كيف زايدت في منى ً | بذي البَانِ لا يُشرَينَ إلاّ غَوَالِيَا |
ترحلت عنكم لي أماميَ نظرة | وعشر وعشر نحوكم لي ورائيا |
وَمِنْ حَذَرٍ لا أسألُ الرّكْبَ عنكُمُ | وَأعلاقُ وَجْدي باقِيَاتٌ كما هِيَا |
ومن يسأل الركبان عن كل غائب | فلا بدّ أن يلقى بشيراً وناعيا |
وما مغزل أدماء تزجي بروضة | طَلاً قاصِراً عن غايَة ِ السّرْبِ وَانِيَا |
لها بغمات خلفه تزعج الحشى | كجس العذارى يختبرن الملاهيا |
يحور إليها بالبغام فتنثني | كما التفت المطلوب يخشى الأعاديا |
بأروع من ظمياء قلباً ومهجة | غداة سمعنا للتفرّق داعيا |
تودعنا ما بين شكوى وعبرة | وقد أصبح الركب العراقيّ غاديا |
فلم أرَ يوم النفر أكثر ضاحكاً | ولم أرَ يوم النّفر أكثر باكيا |