أذاعَ بذي العَهْدِ عِرْفَانُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أذاعَ بذي العَهْدِ عِرْفَانُهُ | وَعَاوَدَ للقَلْبِ أدْيَانُهُ |
وأضربَ سمعٌ عن العاذلات | لها شانها وله شانه |
وما طل قلباً بإبلاله | مطالُ الغريم وليانه |
أهَاجَكَ ذا الحَيُّ مِنْ وَائِلٍ | تُحَمَّلُ للبَيْنِ أظْعَانُهُ |
نأى السرب عنك وعهدي به | تكنّس في القلب غزلانه |
لئن أوحش الربع حلاّ له | لَقَدْ عَمَرَ القَلْبَ سُكّانُهُ |
مَرَرْنَ غُدُوّاً بِرَوْضِ الصّرِيـ | راق من النور ظُهرانه |
فَحَنّ لإلمَامِهِمْ أَثْلُهُ | ومال إلى قربهم بانه |
وَمَا حَمَلَتْ مِثلَ تلكَ البُدُو | رِ بَينَ الذّوَائِبِ أغْصَانُهُ |
وَلي نَاظِرٌ بَعْدَ بَينِ الخَليـ | ـطِ مَاتَ مِنَ الدّمْعِ إنْسَانُهُ |
رواء من الماءِ آماقه | ظماء من النوم أجفانه |
يَرُوحُ بهِمْ سَاهراً طَرْفُه | وَيَغْدُو لَهُمْ دامِعاً شَانُهُ |
يُرَاخي الهَوَى ، فأُرِيغُ السّلُوّ | قَليلاً، وَتُجْذَبُ أشْطَانُهُ |
فَأيْنَ مِنَ الدّاءِ إفْرَاقُهُ | وَأينَ مِنَ القَلْبِ سُلْوَانُهُ |
فيا ظالماً طيباً ظلمه | كثيراً على القلبِ أعوانه |
تبعت فؤادي إلى حبّه | مُطِيعاً، وَإنْ لَجّ عِصْيَانُهُ |
يُبَاعُ بسَوْمِكَ حَبُّ القُلوبِ | وتغلق عندك أثمانه |
وشرّ الإساءة من مالك | أسَاءَ، وَمَا نِيلَ إحْسَانُهُ |
وَقد كنتُ أُشفِقُ من ذا الصّدو | دِ، مُذْ أوْدَعَ القَلبَ خُوّانُهُ |
ويا ركباً لجلجتْ نضوه | ثَنَايَا الغُوَيْرِ، وَنَجْرَانُهُ |
يروّعه الصبح أسفاره | وَيُؤنِسُهُ اللّيْلُ إدْجَانُهُ |
إذا مَنْزِلٌ آنَ تَعْرِيسُهُ | طَوَاهُ عَلى الأينِ ظُعّانُهُ |
تحمل ألوكة حامي الضلو | عِ، طَالَ من البَينِ إرْنَانُهُ |
إلى الحَيّ مِنْ يَمَنٍ أنّهُمْ | ودائع قلبي وخلصانه |
لنالوا من القلب ما لم ينلْ | زَعَازِعُ حَيٍّ وَشَيْحَانُهُ |
لأنْتُمْ أسِنّة ُ يَوْمِ الطّعَانِ | إذا أسْلَمَ السّرْحَ فُرْسَانُهُ |
كَأنّ الجِيَادَ، تَسَامَى بكم | قنانُ الشريف وعقبانه |
وهل زان تيجانه أسرة ً | جباههمُ الغر تيجانه |
وَإنّ رِبَاطَ بَني مَالِكٍ | تُقَادُ إلى المَوْتِ أرْسَانُهُ |
إذا الفَيْلَقُ المَجْرُ أدْلَى لَهُ | إلى قُلُب الذمر مرَّانه |
يكون سواكم عقابيله | وأنتم إلى الطعن سرعانه |
وما كل أصل كريم العرو | ق تأبى على الغمز عيدانه |
لَكُمْ كُلّ جَمعٍ كمَا أقبَلَتْ | تموّج بالنّحلِ غيرانه |
كأن أسنته في القنا | شرارٌ ظُبا البيض نيرانه |
هلِ المَوْتِ إلاّ إذا استَجمَعَتْ | كعوب القني وإيمانه |
إذا دَبّرَ الطّعْنَ أُوهِمْتُهُ | تنمّ إلى النجم خرصانه |
لقد ضلّ عهدكمُ باللوى | وَطَالَ بِدَمْعيَ نِشْدانُهُ |
أنَاقِشُكُمْ، وَوَرَاءَ النّقا | شِ أنفُ العَلُوقِ وَرِئْمَانُهُ |
وَأهجُرُكُمْ هَجرَ مُستَعتِبٍ | وكم وامق طال هجرانه |
فأنأى وأقرب أوب الظليم | ينتظر الطٌعمَ رئلانه |
سيبعد عنكم على حسرة | طَوِيلُ جَوَى القَلبِ أسوَانُهُ |
تبدل بالمرء أحبابه | وَتَنْبُو عَلى المَرْءِ أوْطَانُهُ |
إذا مَنزِلٌ رَابَ سُكّانَهُ | من الأرضِ حرّم أيطانه |
إذا كان صعباً تناسي الحنين | إليكم فهيهات نسيانه |
وشيّبني والصبا وارق | عَليّ، وَما انجَابَ رَيْعَانُهُ |
حَمِيمٌ تَقَلّبُ أخْلاقُهُ | ومولى تلوّن ألوانه |