بَني عَامِرٍ مَا العِزُّ إلاّ لِقَادِرٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَني عَامِرٍ مَا العِزُّ إلاّ لِقَادِرٍ | عَلى السّيفِ لا تَخطو إلَيهِ المَظالِمُ |
ضجيع الهوينا يغلب الخصم رأيه | وَأكْبَرُ سُلْطَانِ الرّجَال الخَصَائِمُ |
أرى إبل العوام تحدى على الطوى | وَتَأكُلُ حَوْذانَ الطّرِيقِ المَناسِمُ |
وَتَظمَى عَلى الإغذاذِ أشداقُ خَيلِهِ | وتشرب من أفواههن الشّكائم |
يحاول أمراً يرمق الموت دونه | لقد زلّ عنه ما تروم المراوم |
أقَامَ يَرَى شَمّ النّسِيمِ غَنيمَة ً | وَلا بُدّ يَوْماً أنْ تُرَدّ الغَنَائِمُ |
وتعجبه غرّ البروق يشيمها | سراعاً إذا مرّت عليها الغمائم |
أُمَسّحُ عِرْنِينَ الظّلامِ بِعَرْعَرٍ | وَمِنْ دُونِهِ خَدٌّ مِنَ اللّيلِ ساهِمُ |
ولي بين أخفاف المراسيل حاجة | سَتُصْحِبُ، وَالأيّامُ بِيضٌ نَوَاعمُ |
تُحَارِبُني في كُلّ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ | وَأكْبَرُ ظَنّي أنّهَا لا تُسَالِمُ |
أقُولُ، إذا سَالَتْ مَعَ اللّيلِ رِفقَة ٌ | تَقَاذَفُهَا حَتّى الصّبَاحِ المَخارِمُ |
دعي جنبات الواديين فدونها | أشمّ طويل الساعدين ضبارم |
إذا همّ لم تقعد به عزماته | وإن ثار لا تعيا عليه المطاعم |
كأنَّ على شدقيه ثغراً وراءَه | ذوابل من أنيابه وصوارم |
فَمَا جَذَبَ الأقرَانُ مِنهُ فَرِيسَة ً | ولا عاد يوماً أنفه وهو راغم |
يَرَى رَاكِبَ الظّلْمَاءِ في مُستَقَرّهِ | وَتَستَنُّ مِنهُ في العَرِينِ الغَمَاغِمُ |
نَمُرّ وَرَاءَ اللّيلِ نَكتمُهُ السُّرَى | وقد فضحتنا بالبغام الرواسم |
له كلّ يوم غارة في عدوه | تشاركه فيها النّسور القشاعم |
كَأنّ المَنَايَا إنْ تَوَسّدَ بَاعَهُ | تيقّظ في أنيابه وهو نائم |
وَما اللّيْثُ إلاّ مَنْ يَدِلّ بِنَفْسِهِ | وَيَمضِي، إذا مَا بَادَهَتهُ العَظَائِمُ |
وَمَا كُلّ لَيثٍ يَغنَمُ القَوْمُ زَادَهُ | إذا خَفَقَتْ تحتَ الظّلامِ الضّرَاغِمُ |