أمِيرَ المُؤمِنينَ بَثَثْتَ فِينَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمِيرَ المُؤمِنينَ بَثَثْتَ فِينَا | صَنَائِعَ بَعْضُهَا خَطَرٌ عَظِيمُ |
وَمَا اقتَعَدَ العُلَى إلاّ شُجَاعٌ | وَلا بَلَغَ المُنى إلاّ كَرِيمُ |
لمثلك تُحرز المالَ الليالي | وَأوْلى النّاسِ بالعُدْمِ اللّئِيمُ |
وَأنْتَ حَمَيْتَنا مِنْ كُلّ ضَيْمٍ | وقد ضريتَ على الطّمع الخصوم |
أنَفتَ بِنَا عَلى قِمَمِ الأعَادي | وكاد الجدُّ يدرك ما يروم |
خَلائِقُ مِنكَ نَعرِفُهَا يَقِيناً | وَكُلُّ فَتًى بشيمَتِهِ عَلِيمُ |
فداؤك كل منتحل المعالي | يُقَطَّعُ دُونَهُ النّسَبُ الصّميمُ |
بأخلاق كما دجت اللّيالي | وَأحْسَابٍ كمَا نَغِلَ الأدِيمُ |
وَآخَرُ هَزّ عِطْفَيْهِ اغْتِرَاراً | بحلمك يوم يفتقدُ الحليم |
تَبَلّجَ فِيهِ وَسمُكَ، وَالمَطَايا | تغلغل في حواركها الوسوم |
وكم فوق البسيطة من شريفٍ | أغرّ الوجه شيمتهُ بهيم |
لك الجبلُ الممنّع إن تسامى | عدو لا ينامُ ولا يُنيم |
جذبت عن المطيع زمام عز | أطَاعَ الوَخْدُ مِنهُ وَالرّسِيمُ |
سَمَا بِكَ خَيرُ آبَاءٍ، وَلكِن | مَضَوْا طَلَقاً، وَمَجدُهمُ مُقيمُ |
دَعَوْتُكَ، يا إمَامُ، وَمِن وَرَائي | سفيه الرّأي يعذلُ أو يلوم |
وحسبي أن تعيش على الليالي | سَليماً، لا يُطَلّقُكَ النّعِيمُ |
فإنّ العَيشَ، مَا جُرّدْتَ مِنْهُ | حمام والصحيح به سقيم |
رجوتك والرجاء يمدّ باعي | وأنت لكلّ مكرمة ٍ حميم |
وَإنّي، إنْ دَعَوْتُكَ للمَعَالي | لأعلم أيّ بارقة أشيم |
وقبلك ضاع حقي في الليالي | كَمَا ضَاعَ الغَرِيبُ، أوِ اليَتِيمُ |
ونعماء شقيت بها ولكن | غَدا حَظّي مِنَ الرّيحِ السَّمُومُ |
وَمَنْ لي أنْ أرَاكَ، وَلي مَقامٌ | بدارك لا أزول ولا أريم |
ومالير أصول على الأعادي | وَأعلَمُ أنّ دارَكَ لي حَرِيمُ |
تَدارَكَني صَنيعُكَ، وَالأماني | تُفَلَّلُ مِنْ جَوَانِبِها الهُمُومُ |
ولولا ما أنلت مشت برحلي | نقيب الخف حليتها الكلوم |
وَإلْطَافٌ تَسَاقَطَ مِنكَ وَهْناً | عليَّ كما تهورت النّجوم |
أعَدْتَ سَوَادَ أيّامي بَيَاضاً | وأيّام الورى بيض وشيم |
وَقد عَطَفَتْ عَليّ بَناتُ دَهرِي | كمَا عَطَفَتْ عَلى السَّقبِ الرّؤومُ |
وَمِنكَ تَوَلّتِ الأنْوَاءُ رَيّي | وطبق أرضيَ الكلأ العميم |
فلا غرضت سنوك من الليالي | وَعُمرُ عَدُوّ مَجدِكَ لا يَدُومُ |
تدوب على منازلك الغوادي | وَيَرْكُضُ في حَدائِقِكَ النّسيمُ |