زار والركب حرام
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
زار والركب حرام | أَوداع أم سلام |
طارقاً والبدر لا | يحفزه إلا الظلام |
بين جمع والمصلى | رِيمُ سِرْبٍ لا يُرَامُ |
وحلول ما قرى نا | زلهم إلا الغرام |
بَدّلُوا الدُّورَ، فَلَمّا | نزلوا القلب أقاموا |
يَا خَلِيليَّ اسْقِيَاني | زَمَنُ الوَجْدِ سَقَامُ |
وَصِفَا لي قُلْعَة َ الرّكْـ | ـبِ وَللّيْلِ مُقَامُ |
مِنْ ألالٍ حَفَزُوا العِيـ | العيس كما ريع النعام |
فزفير ونشيج | وَعَجِيجٌ، وَبُغَامُ |
ومنى ً أين منى ً | ـنّي، لَقَدْ شَطّ المَرَامُ |
هَلْ عَلى جَمْعٍ نُزُولٌ | وعلى الخيف خيام |
يا غزال الجزع لو كا | ن على الجزع لمام |
أحسد الطوق على | جيدك والطوق لِزام |
وَأعَضُّ الكَفّ إنْ نَا | لَ ثناياك البشام |
وأغار اليوم إن | مرّ على فيك اللثام |
أنَا عَرّضْتُ فُؤادي | أوَّل الحرب كلام |
أن جَعَلتُ القَلبَ مَرْمًى | كثرت فيه السهام |
من يداوي داءَ | ئِكَ، وَالدّاءُ عُقَامُ |
يا غِيَاثَ الخَلْقِ! أيّا | مك في الأيام شام |
غرر واضحة الأعـ | ـلام والدهر ظلام |
أنْتَ للدّنْيَا وَللدّيـ | مساك ونظام |
وبهاءٌ وضياءٌ | وَغِيَاثٌ، وَقِوَامُ |
إنّ أعداءك لمَّا | قادهم ذاك الزمام |
وَرَأوْا أنّ طَرِيقَ الْـ | ـمَجْدِ وَعْرٌ وَإكَامُ |
واستطالوا الغايَ حتى | جَرْجَرَ الثِّلْبُ العَبَامُ |
سَلّمُوا الثّقْلَ إلى العَوْ | د فما ناءَ وقاموا |
مُقْرَمٌ إنْ قِيدَ للوِرْ | دِ، وَقَدْ حَرّ اللِّطَامُ |
حَبَسَ الأوْرَادَ بالغُـ | لة والحي قيام |
ليس بدرٌ إن بغى | أوَّل من عز الحمام |
جَامِحٌ أقْعَصَهُ مِنْ | قَائِمِ العَضْبِ لِجَامُ |
كان ممن أسكرته | أمْسِ، هَاتِيكَ المُدامُ |
وَنَجَا مِنْ زَحْمَة ِ المَوْ | ت وللموت زحام |
طَافِياً تَقْذِفُهُ الغَمْـ | رة والماء جمام |
مَنْزِعُ النّبْلَة ِ قَدْ طَا | ر بها الريش اللُّوأم |
عَجْمَة ً طَوّحَهَا المِرْ | ضَاخُ، وَالعَجْمُ رِمَامُ |
وإلى اليوم قذى نا | ظِرُهُ ذاكَ القَتَامُ |
قدّر العاجز أن | ـلَ يُخْلِيهِ الهُمَامُ |
كان في معطسِه الـ | رِغمُ وفى فيه الرغام |
أتُرَى لَمْ يَكْفِهِ مَا | لقيَ الخيل الطغام |
لا حديث القوم منسـ | يٌّ ولا العهد قدام |
جاش واديك فسال | ـسّيْلُ، وَالقَوْمُ نِيَامُ |
راكباً ظهراً من | ـيَّ، مُسِيمٌ وَمُسَامُ |
خطم الأول والآ | خِرُ يَبغِيهِ الخِطَامُ |
شمه رئبال غاب | أوّلُ الفَرْسِ شِمَامُ |
يا دَلِيلَ المَجْدِ إنْ ضَـ | ضلّ عن المجد الكرام |
وَالّذِي يُرْعي بِدارِ الـ | ـعِزّ، وَالنّاسُ بِهَامُ |
لي مَوَاعيدُ، وَوَعدُ الـ | ـغَيْبِ عَقْدٌ وَزِمَامُ |
لَوِيَتْ عَنّي، فَيا للـ | س هل ضن الغمام |
حُبِسَ القَطْرُ بأرْضِي | وَأرَى الجَوّ يُغَامُ |
إنما اللَّومُ لجدي | مَا عَلى الغَيْثِ مَلامُ |
قد تيقظتم لأمري | لَكِنِ الجَدُّ يَنَامُ |
وعتاب القوم ألاّ | بِالمَعَارِيضِ خِصَامُ |
عَجَباً كَيْفَ نَبَا اليَوْ | مَ بِكَفّتي الحُسَامُ |
لا ذِرَاعي رِخْوَة ُ الحَبْـ | ولا السيف كهام |
موضع الذم زماني | وَخَلاكَ اليَوْمَ ذَامُ |
أيّهَا الزّارِعُ سَقْياً | فبذا الزرع أوام |
إنّمَا غَرْسُكَ نَبْعٌ | ومن الغرس ثمام |
عد بما عودتني | منك أياديك الجسام |
ثم دم ما حسن العيـ | ش وما طاب الدوام |
آمِراً تَخْدُمُكَ الأ | يام طوعاً والأنام |
إنما الأقدار جند | لك والدهر غلام |