يا ظبية البان ترعى في خمائله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ | لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ |
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ | وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي |
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ | بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ |
ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ | عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ |
سهم أصاب وراميه بذي سلم | مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ |
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ | يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ |
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ | يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي |
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا | بما طوى عنك من أسماء قتلاك |
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ | فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ |
عندي رسائل شوق لست أذكرها | لولا الرقيب لقد بلغتها فاك |
سقى منى وليالي الخيف ما شربت | مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ |
إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ | منا ويجتمع المشكو والشاكي |
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا | مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ |
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى | مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ |
حتّى دَنَا السّرْبُ، ما أحيَيتِ من كمَدٍ | قتلى هواك ولا فاديت أسراك |
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا | ونطفة غمست فيها ثناياك |
وَحَبّذا وَقفَة ٌ، وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ | عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ |
لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي | يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي |