كَيفَ أضاءَ البرْقُ، إذْ أوْمَضَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَيفَ أضاءَ البرْقُ، إذْ أوْمَضَا | منابتَ الرِّمْثِ بِوَادي الغَضَا |
عهد الحمى لا اين عهد الحمى | قضى على الصب جوى وانقضى |
وَنَازِلٍ بِالقَلْبِ أوْطَانُهُ | بَينَ حِمَى الرّملِ وَبَينَ الأضَا |
لا ناله الداء الذي نالني | منه وان شف وان امرضا |
وَلا يُكَابِدْ لَيْلَ ذِي غُلّة ٍ | لو طلع البدر به ما اضا |
هان على الواجد طعم الكرى | إنّ الفَتى السّاهِرَ مَا غَمّضَا |
ما آن للممطول ان يقتضي | ولا لذا الماطل ان يقتضى |
ان غريمي بديون الهوى | أدَانَ قَلْبي وَأسَاءَ القَضَا |
يَا رَاكِباً تَحْمِلُهُ جَسْرَة ٌ | كالهِقْلِ ناشَ البَلَدَ الأعرَضَا |
انحله الخوف وخوف الفتى | سيف على مفرقه منتضى |
قل لبهاء الملك ان جئته | سود دهري بك ما بيضا |
سُخطٌ لَوَ أنّ الطّوْدَ يُرْمَى بهِ | سَاخَ عَنِ الأطْوَادِ، أوْ خَفّضَا |
وَمُرُّ قَوْلٍ ذَلّ عِزّي لَهُ | لَوْ مُزِجَ المَاءُ بِهِ عَرْمَضَا |
أعُوذُ بِالعَفْوِ، وَهَلْ آمِنٌ | نَذِيرَة َ الصِّلّ إذا نَضْنَضَا |
أيَا غِيَاثَ الخَلْقِ إنْ أجْدَبوا | ويا قوام الدين ان قوضا |
ويا ضياء ان نأى نوره | لَمْ نَرَ يَوْماً بَعْدَهُ أبْيَضَا |
مالي مطوياً على غلة | ارمضني وجدك ما ارمضا |
قَدْ قَلِقَ الجَنْبُ وَطالَ الكَرَى | وَأظْلَمَ الجَوُّ وَضَاقَ الفَضَا |
لا تعطش الزهر الذي نبته | بِصَوْبِ إنْعَامِكَ قَدْ رَوّضَا |
إنْ كانَ لي ذَنْبٌ، وَلا ذَنْبَ لي | فاستَأنِفِ العَفوَ وَهَبْ ما مضَى |
لا تَبْرِ عُوداً أنْتَ رَيّشتَهُ | حاشا لباني المجد ان ينقضا |
وَارْعَ لِغَرْسٍ أنْتَ أنْهَضْتَهُ | لولاك ما قارب ان ينهضا |
لو عرض الدنيا على عزها | مِنْكَ، لمَا سُرّ بِمَا عُوّضَا |
وَلا يكُنْ عَهدُكَ، بَعدَ الهَوَى | غَيْماً تَجَلّى وَخِضَاياً نَضَا |
يا رامياً لا درع من سهمه | أقصَدَني مِنْ قَبْلِ أنْ يُنتَضَى |
قضَى عَلى قَلْبي بِإقْلاقِهِ | ما انا بالجلد على ما قضى |
وكيف لا ابكي لاعراض من | يُعرِضُ عَنّي الدّهرُ أنْ أعرَضَا |
قد كنت ارجوه لنيل المنى | فاليوم لا اطلب غير الرضا |