قَرِّبُوهنّ ليُبْعِدْنَ المَغَارَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قَرِّبُوهنّ ليُبْعِدْنَ المَغَارَا | وَيُبَدّلْنَ بِدارِ الهُونِ دارَا |
وَاصْطَفُوهنّ ليُنْتِجْنَ العُلَى | بالعَوَالي، لا لِيُنْتِجْنَ المِهَارَا |
في بُيُوتِ الحَيّ أدْنَى مَنْزِلاً | وَمَقامَاتٌ مِنَ البِيضِ العَذارَى |
اخدموهن الغواني غيرة | انهم كانوا على المجد غيارا |
غرر تقنص من لاطمها | يوم تمسي لطمة الدمر جبارا |
جَلَّلُوهَا الرَّقْمَ مِنْ عِزّتِهَا | وادروا لمقاريها العشارا |
أقْضَمُوهَا بَدَلَ الرُّطْبِ الجَنَى | وسقوها بدل الماء العقارا |
كل محبوك القرى تحسبه | طائراً اوفى على النيق وطارا |
تخرج النبأة منه وثبة | مضرب الريح على الطود الازارا |
يَلحَقُ الرّمحَ، وَلَوْ كُنّ القَنَا | كسياط الاعوجيات قصارا |
وَأغَرِّ الخَلْقِ، وَالخُلْقُ لَهُ | نسب ردد في السيف مرارا |
وبياض الخلق اعلى رتبة | من بياض زان وجها وعذارا |
سَلْ بِقَوْمٍ نَزَلَ الدّهْرُ بِهِمْ | فاساء اللبث فيهم والجوارا |
لم تكن علياؤهم منحولة | أبَدَ الدّهْرِ، وَلا المَجدُ مُعَارَا |
طيبوا الاردان ان جالستهم | قلت داريون قد فضوا العطارا |
كان نثر المسك باقي عهدهم | وَعُهُودُ النّاسِ دِمْناً وَذِئَارَا |
ناب عرف الطيب عن نار القرةى | ضَوّأ اللّيْلَ، وَمَا أوْقَدَ نَارَا |
ضَرَبَ المَجْدُ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ | وَغَدَوْا دونَ حِمَى المَجدِ إطارَا |
شذبت ايدي الليالي منهم | عَدَداً لا يَرْأمُ الضّيمَ كِثَارَا |
عانقوا الهضب وكانوا هضبة | لا يلاقي عندها السيل قرارا |
صدع المقدار فيهم صدعة | مَنْبَذَ القَعْبِ أبَى إلاّ انكِسَارَا |
لم تكن ختلا ولكن غارة | آمن الشلة من لاقى العوارا |
قَدْ نَزَلْنَا دارَ كِسْرَى بَعدَهُ | أرْبُعاً مَا كُنّ للذّلّ ظُؤارَا |
اسفرت اعطانها عن معشر | شغلوا المجد بهم عن ان يعارا |
تَصِفُ الدّارُ لَنَا قُطّانَهَا: | المعالي والمساعي والنجارا |
واذا لم تدر ما قوم مضوا | فسل الاثار واستنب الديارا |
آلُ سَاسَانَ حَدا الخَطبُ بهِمْ | واسترد الدهر منهم ما اعارا |
بعد ما شادوا البنى ترفعها | عَمَدُ المَجْدِ قِبَاباً وَمَنَارَا |
كل ملموم القرى صعب الذرى | يزلق العقبانم عنه والنسارا |
جَعجَعُوا الإيوَانَ في مَبْرَكِهِ | مبرك البازل قد قضى السفارا |
حمل الدهر الى ان رده | ضَاغِطَ العِبْءِ ضُلُوعاً وَفِقَارَا |
مُطْرِقاً إطْرَاقَ مَأمُونِ الشّذَا | غمر النادي حلما ووقارا |
أوْ مَلِيكٍ وَقَعَ الدّهْرُ بِهِ | فَأمَاطَ الطّوْقَ عَنْهُ وَالسّوَارَا |
أوْهَنَتْ مِنْهُ اللّيَالي فَقْرَة ً | لا يلاقي وهنها اليوم جبارا |
اين لا اين المعالي جمة | والحمى افيح والراي مغارا |
وَرِجَالٌ شُدِخَتْ أوْضَاحُهُمْ | غلوا الاعناق منا واسارا |
يُهْمِلُونَ المَالَ إهْمَالَهُم | غارِبَ السّرْحِ وَيَرْعَوْنَ الذُمارَا |
كُلُّ مَوْقُوذٍ مِنَ التّاجِ لَهُ | نَهَرٌ يَسقي يَلَنْجُوجاً وَغَارَا |
ذي ضِيَاءٍ إنْ جَلا عِرْنِينَهُ | ضوء الليل وما اوقد نارا |
تسكن الضوضاء عنه هيبة | مثل ما لبدت المزن الغبارا |
كَزَئِيرِ اللّيْثِ يَنْفي صَوْتُهُ | عَنْ خَفاً فيهِ، ثُؤاجاً وَيُعَارَا |
عُمّرُوا لَمْ يَعْلَمُوا أنّ لَنَا | جَائِزَ الأمْرِ عَلَيْهِمْ وَالإمَارَا |
قدروا جد نزار واقفا | وَمَشَى الجَدُّ فَما عَزّوا نِزَارَا |
لاوذوا لما رأوا من دونهم | وَادِياً يُلقي بهِ السّيْلُ غِمَارَا |
عَايَنُوا الضّرْبَ دِرَاكاً في الطُّلى | يُعجِلُ الفارِسَ، وَالطّعنَ بِدارَا |
أصْحَرَ اللّيثُ العِفِرْنَى ، فانثَنى | يطلب اليربوع في الارض وجارا |
قَهْقَرُوا الشّرْكَ عَلى أعْقَابِهِ | بعد ما استقدم غياُ وضرارا |
وَأثَارُوا الدّينَ مِنْ مَرْبِضِهِ | واطاروا عن مجاليه الخمارا |
داينوا المجد باطراف القنا | فَغَدا عَيْناً، وَقَدْ كانَ ضِمَارَا |
علموا لما اذيقوا بأسنا | ان عقب الجري قد بذ الحضارا |
لا أغَبَّ الدّارَ مِنْ بَعدِهِمُ | شول يحملن وبلاً وقطارا |
في غمام بهل اخلافها | اطلق الراعد عنهن الصرارا |
مثقلات ترجم الودق بها | كاكف الحج يرمون الجمارا |
نَغَرَ العِرْقُ إذا ما العِرْقُ فَارَا | |
كل دهماء ترى القطر بها | من لجين وترى البرق نضارا |
جَهْمَة ٌ تَضْرِبُ غارَيهَا الصَّبَا | رَجّة َ الرّكْبِ يكُدّونَ البِئَارَا |
كالمطايا اقبلت مرحولة | شلها حاد اذا انجد غارا |
أوْ نَعَامُ الدّوّ بَادَرْنَ الدُّجَى | يتجاوبن عرارا وزمارا |
طاوَلُوا الدّهرَ وَلمْ يَبقُوا، وَمَنْ | يأمن الليل عليه والنهارا |