عنوان الفتوى : حكم ما صرف من التركة لإكمال دراسة بعض الأبناء

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

شيخي الفاضل : لدي سؤال متعلق بمسألة الإرث نحن عائلة مكونة من ثلاثة ذكور وأختين توفي والدي منذ زمن بعيد وفي ذلك الوقت قامت أختي شفهيا بالتنازل عن حقها بالميراث لباقي الأسرة كونها ميسورة الحال ، بعد ذلك أصر الأخ الأكبر على إعطائها حقها دون علمي فتم قسمة البيت على الأسرة كحصص متساوية. منذ يوم وفاة الوالد رحمه الله لم تقسم الأموال المحسوسة (رصيد البنك) وبقيت باسم الوالدة حفظها الله في تلك الفترة كنت أنا مازلت قاصرا و بعد انتهاء الثانوية العامة تم قبولي في جامعة مكلفة نوعا ما فقمت بالجلوس مع أختي الصغيرة وقلت لها بأنني لا أستطيع أن أدرس بالمال الموجود لأنه لكم حق فيه فقالت لي بأنه أنت سوف تدرس كما أن الجميع قد درسوا وهذا حق لك، ولم أتكلم مع أختي الثانية بالموضوع لأنني في تلك اللحظة لم أكن أعلم بأنها تراجعت عن التنازل ، وللعلم فإن الوالدة على طول فترة دراستي كانت واضحة ومبينة للجميع أنها تصرف على دراستي من المال المكتوب باسمها ولم يقم أي فرد بالاعتراض أو إبداء خلاف لهذا التصرف من الوالدة، الشاهد أن إخوتي الإناث يطالبنني بإرجاع نصيبهم من المال الذي صرفته على دراستي بعد مرور 10 سنوات أرشدوني لفعل الخير أرشدكم الله إلى الخير

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن عليك أن ترد على أخواتك ما طالبن به من حقهن فيما صرف عليك من نصيبهن من التركة إذا لم يرضين بالتنازل عنه بطيب أنفسهن، لأن سكوتهن عن تصرفات أمهن فيما ترك والدكم بما في ذلك صرفها على تكاليف دارستك لا يدل على أنهن تنازلن عن حقهن، ولا يسقط ذلك حقهن في المطالبة به ولو طال الزمن.

ويمكن أن يكون سكوتهن عن الصرف على دراستك بنية السلف لك حتى تدرس وتتخرج وتحصل على شهادة.. ثم بعد ذلك يطالبن بحقهن إذا استقرت أمورك فكل ذلك محتمل، ولا يدل على تنازلهن عن حقهن.

وعلى كل حال، فنوصيكم جميعا بالتسامح والتصالح وأن لا تجعلوا هذه القضية سببا للخصام بينكم والتقاطع، فعرض الدنيا زائل وهو أهون وأحقر من أن يسبب قطيعة بين الإخوان.

والله أعلم.