عنوان الفتوى : حديث : ( اللهم أحيني مسكيناً )

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أحيني مسكيناً) ؟.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

هذا الحديث رواه الترمذي (2352) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . وقَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .

ورواه ابن ماجه (4126) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

وقد ضعفه كثير من أهل العلم ، وعلى فرض صحته فالمراد بالمسكنة هنا التواضع والإخبات ، وليس المراد قلة المال .

قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/75) :

" فأمَّا الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ( اللهم أحيني مسكيناً . . . الحديث ) فإنَّه حديث ضعيف ، لا يثبت من جهة إسناده ، لأن فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرَّهاويّ وهو ضعيف جداً ، والله أعلم .

وقد رواه التّرمذيّ من وجه آخر عن أنس . . . ثم قال : هذا حديث غريب .

قلت (ابن كثير) : وفي إسناده ضعف ، وفي متنه نكارة ، والله أعلم " انتهى .

وَقَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّلْخِيصِ" (3/109) بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ :

" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَاسْتَغْرَبَهُ , وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ . وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا , وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ " انتهى .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث فقال :

" هذا يُرْوَى ، لكنه ضعيف لا يثبت ، ومعناه : أحيني خاشعا متواضعا ، لكن اللفظ لم يثبت " انتهى . "مجموع الفتاوى" (18/357) .

وقال أيضاً (18/326) :

" هذا الحديث قد رواه الترمذي ، وقد ذكره أبو الفرج (ابن الجوزي) في الموضوعات ، وسواء صح لفظه أو لم يصح : فالمسكين المحمود هو المتواضع الخاشع لله ; ليس المراد بالمسكنة عدم المال ، بل قد يكون الرجل فقيراً من المال وهو جبار ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : ملك كذاب ، وفقير مختال ، وشيخ زان ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ) فالمسكنة خلق في النفس ، وهو التواضع والخشوع واللين ضد الكبر . كما قال عيسى عليه السلام : ( وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ) مريم/32 . ومنه قول الشاعر :

مساكين أهل الحب حتى قبورهم عليها تراب الذل بين المقابر

أي : أذلاء " انتهى .

وفي "لسان العرب" (13/216) :

" وأَصل المسكين في اللغة الخاضع ، وأَصل الفقير المحتاج .

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أَحْيِني مِسْكيناً ) أَراد به التواضع والإِخْبات ، وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين . أي : خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر ، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج " انتهى .

ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/109) عن البيهقي أنه قال عن هذا الحديث :

" وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْقِلَّةِ , وَإِنَّمَا سَأَلَ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الإِخْبَاتِ وَالتَّوَاضُعِ " انتهى .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...