عنوان الفتوى : هل يباح القرض الربوي لإعادة الدراسة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا مسلم أسكن في أمريكا مع زوجتي وأولادي, وأملك شهادة جامعية من بلدي الذي أتيت منه، ولكن الصدمة أن شهادتي لم تقبل ولم أتمكن من العمل من خلالها، فاضطررت إلى أن أدرس في الجامعة من جديد كي أتمكن من العمل فيما كنت أعمل فيه من قبل، والدراسة هنا تتطلب الكثير من المال، والمعيشة تتطلب مالا أكثر من ذلك, فأصبحت في ورطة حيث إنني أعمل وعملي غير كاف للمعيشة، فكيف سأدفع للدراسة؟ واضطررت إلى التقديم على القروض الجامعية التي تفي بمصاريف الدراسة وما يزيد يساعد في معيشتي، والمشكلة أن القروض فيها أرباح وبعد تخرجي من الجامعة أبدأ بالتسديد, والمشكلة الأكبر أنني إن لم أقبل بالقروض فسأضطر إلى المبيت في الشارع أنا وعائلتي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فأنا محتار وخائف جدا من أنني أمشي في الحرام، وفي النهاية أحاول جاهدا أن أجد عملا لزوجتي كي نتخلص من هذه الحالة وفي نفس الوقت لا أقبل بأي عمل لها، لأنها قد تكون عرضة لمواقف نحن في غنى عنها. ولكم الشكر والتقدير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقروض الجامعية المذكورة إن كان يترتب عليها فوائد ربوية ـ وهو ما ذكرت ـ فلا يجوز الدخول فيها، واختيارك لإعادة الدراسة ثانية ليس ضرورة تبيح لك تقحم الحرام، وأرض الله واسعة ولا يتحتم عليك البقاء بتلك الدولة بذاتها، وقد بينا حكم الإقامة في بلاد الغرب في الفتوى رقم: 2007، فانظر حكمه مفصلا فيها.

كما بينا الضرورة المبيحة للربا في الفتاوى التالية أرقامها: 29129، 10319، 6501.

نسأل الله تعالى أن يزيل همك وغمك وأن يفرج كربك، وعليك بالأدعية والأذكار التي تخفف هموم الدنيا، فقد روى أحمد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، قال: فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها، فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.

وعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة؛ ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله! فقال: أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي، وقضى ديني. رواه أبو داود.

والله أعلم.