أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مدى صلاحية المعرفة عبر الإنترنت لتأسيس علاقة زوجية ناجحة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعرفت على شاب عن طريق الشات، وهو من بلد أخرى، وقد أحببنا بعضنا وقررنا أن نتزوج، ولكني أكبر منه بعشر سنوات، وهو لا يستطيع المجيء إلى بلدي؛ لأن السفر من بلده صعب، فهل أنتظره حتى يأتي أم أتزوج من غيره؟!

علماً أني أشعر أن لديه رجولة لم أرها عند غيره رغم صغر سنه، ويصعب علي أن أحب غيره، وأشعر بحيرة شديدة، فما نصيحتكم؟!

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hanane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخروج من حيرتك يكون بقطع هذه العلاقة والتوبة إلى الله، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان يتمنون لك الخير والتوفيق والسعادة.

وأرجو أن تحتملي كلماتي إذا كان فيها شيء من القسوة فأنا في مقام الأب الشفيق الذي يضطر أحياناً إلى أن يقسو ويشتد ومع ذلك فإنه لا يتهم؛ لأنه أحرص الناس على سعادة ابنته ونجاحها ونجاتها.

ولا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الإسلام لا يقبل بعلاقة لا تكون معلنة وواضحة وتحت سمع وبصر الأهل، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذا من إعجاز هذا الدين، وكل مخالفة لشريعة الله ندفع ثمنها غالياً، قال تعالى: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63]، ونحن لا ننصحك بانتظاره ولا ننصحك بالتواصل معه، ومرحباً به إذا جاء من الباب واستغفر الرحيم التواب.

وأرجو أن تعلمي أن الإنترنت لا يصلح لتأسيس علاقة زوجية ناجحة، كما أن الفارق في العادات والتقاليد له آثاره، وعندما يحصل اللقاء قد تتبدل النظرة ويتغير الوضع.

وأرجو أن تسألي نفسك هل أهله موافقون؟ وهل يمكن أن يأتي؟ وهل أجد في نفسي توافقا معه بعد رؤيته؟ وهل يقبل أهلي بذلك الزواج؟ وهل كلامه مطابق لأفعاله؟ وهل القوانين والأنظمة تسمح بمجيئه وزواجه؟ خاصة بعد أن قال لك السفر صعب، وهل يمكن أن لا يجد في أهله وبلده وجيرانه من يناسبه.

ولا يخفى عليك أن المسلمة تستخير وتستشير وتتوجه إلى ربها القدير، ولكننا لا ننصحك بالاعتماد على علاقات الإنترنت معه ولا مع غيره، ولا يمكن أن نظلمه ولا أن نظلم غيره، ولكننا نقول بأن الإنترنت لا يوثق به في الغالب في مسائل الزواج.

وهذه وصيتي لك ولكل فتاة مسلمة بضرورة أن تحافظ على وقارها وتحرص على أن تعيش في مجتمعات الصالحات وتكثر من سماع المحاضرات وسوف يأيتها ما قدره لها رب الأرض والسماوات.

ونرجو من كل فتاة تشعر بميل شاب إليها أن تطلب أن يطرق باب أهلها؛ لأن هذا هو أقصر طريق لمعرفة صدقه من كذبه، وأما الكلام الجميل والمجاملات فذلك فن يجيده حتى الذئاب في الشباب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أستطيع اتخاذ القرار المناسب في أمر الزواج؟ 1011 الخميس 02-07-2020 09:14 صـ
تعرفت على فتاة وأحببتها وأحبتني، فما نصيحتكم؟ 4817 الاثنين 05-08-2019 02:35 صـ
هل سأجد الزوج المناسب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ 1894 الأحد 23-12-2018 06:44 صـ