أرشيف المقالات

وصايا نافعة في الإصلاح بين الناس

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
وصايا نافعة في الإصلاح بين الناس


من أسس الإصلاح بين المتخاصمين والمتشاحنين:
1- النية الطيبة: فلا بد لمن يدخل بين اثنين للإصلاح أن ينوي نيةً طيبةً، ويرجو الثواب والأجر من الله تعالى، ولا يكون مدفوعًا لهذا الأمر بغرضٍ دنيوي بَحْتٍ يُريد تحصيله من وراء ذلك.
 
2- حُسن الاستماع والإنصات لكلا الطرفين: فلا تُقاطع المتحدث، بل اترك له المجال للتَّعبير عمَّا في صدره، فالفضفضة تُسهم بشكل كبيرٍ في الحلِّ في كثيرٍ من المشكلات.
 
3- اختيار الوقت المناسب للحديث: فلا تتحدث مع أحد الطرفين وهو في أَوْجِ غضبه، وقمة انفعاله؛ لأنَّه والحالة هذه سيكون مدفوعًا بالقوة الغضبية إلى أشياء ربما يندم عليها لاحقًا.
 
4- سؤال كل طرفٍ على حِدَةٍ عن تصوُّره لكيفية حلِّ المشكلة، ومُناقشته في هذا التَّصور - إن لزم الأمر - ببيان العواقب والمآلات.
 
5- الحيادية التَّامة وعدم الانحياز لطرفٍ على حساب الآخر؛ لأنَّ الانحياز يزيد المشكلة تعقيدًا، ويُضعف الأمل في الحلِّ.
 
6- عدم إظهار ضعف طرفٍ أمام الطرف الآخر - حتى وإن كان هذا هو الواقع - لأنَّك إن أظهرتَ ضعف طرفٍ أمام الطرف الآخر، فكأنَّك تُرسل له رسالة ضمنية مفادها أن يزيد في تمسُّكه برأيه، ويتشدد فيما يريد، ولا يلين أبدًا، وهذا يزيد الطينَ بِلَّة، ويُعقِّد الأمر أكثر.
 
7- عدم إظهار قوة طرفٍ أمام الطرف الآخر؛ لأنَّ ذلك أيضًا لا يُساعد على الحلِّ، بل يجعل للشيطان طريقًا ومسلكًا، ويحمل الطرف الأضعف أحيانًا على التَّحدي والعناد، كما يحمل الطرف الأقوى على القسوة والشدة.
 
8- التَّحلي بالصبر وعدم العجلة في إصدار الأحكام: فكل طرفٍ يحكي المشكلة من وجهة نظره، فلا بدَّ أنه مصيبٌ في أشياء، ومُخطئٌ في أشياء، فلا تحملنك العاطفةُ على الانحياز لطرفٍ والحكم على الطرف الآخر بالشَّر، فهذا يُفسد ولا يُصلح، ولا تنخدع بما قد يُظهره أحدُ الطرفين من الطيبة والصلاح، فربما فعل ذلك ليخدعك ويستميلك، فعليك أن تُمْسِك العصا من المنتصف.
 
9- التَّلطف في الكلام وحُسن العبارة ومراعاة المشاعر: فالغلظة في الكلام مظنة النُّفور، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران:159]، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة:83]، ولا تنسَ أنَّك دخلتَ للإصلاح، فلا يليق بك أن تُنَفِّر الناس منك.
 
10- أظهر الحسن لكل طرفٍ وأخفِ القبيح: فلا بدَّ أنَّك ستسمع كلامًا قبيحًا من كل طرفٍ عن الطرف الآخر، فلا تنقله، ولا تُخبر به، ولكن انقل الكلام الطيب، وبيِّن لكل طرفٍ مزايا الطرف الآخر، وأنَّ عيوبه قليلة في جنب مزاياه، وأنَّ الإنسان لا يخلو من عيوب وأخطاء كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء».
 
11- وأخيرًا وبعد كلِّ هذا إذا وجدتَ أنَّ المشكلة مُستعصية على الحلِّ فانسحب بهدوءٍ، ولا تُحْدِث ضجَّةً، ولا تتحدث لأحدٍ بما سمعتَ من الطرفين، واحذَر أن تنقل الكلام السيئ، فتكون من الآثمين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢