int(7554) array(0) { }

أرشيف المقالات

هل جماعتكم أحب إليكم من الله ورسوله؟!

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
هل جماعتكم أحب إليكم من الله ورسوله؟!
 
مما يؤلم أن نرى المسلمين يتفرقون شيعًا وجماعاتٍ، ومذاهبَ وقوميات، ووطنيات وعشائر، إلى آخره من المسميات، بل إن كلًّا منها تطلق على نفسها اسمًا تعتز به ليميزها عن غيرها، وتبرر لنفسها هذا المسمى بمبررات واهية، وتدَّعِي أن هذه المبررات من الإسلام ذاته، وتزكِّي نفسها عن غيرها، مدعية أنها أكثر فهمًا لكتاب الله ولسنة رسوله، بل - تدعي زورًا وبهتانًا على الله - أنها الفرقة الناجية يوم القيامة.
 
إن هذه الظاهرة المؤلمة لتعصب الكثير من المسلمين لجماعاتهم وإظهار الولاء لها - بقصد أو بغير قصد - أكثر من الولاء لله ورسوله وللإسلام، قد أفسد على المسلمين دينهم، بل إن هذا كان مدخلًا لتدخل أعداء الإسلام؛ للوقيعة بين المسلمين، ونشوب الحروب بينهم، بتخطيط الأعداء.
 
وقد أخبرنا العليم الخبير بكل هذه الأحداث والادعاءات في القرآن الكريم منذ نزوله على نبيه، ولن نخوض في التفاصيل أو اتهام واحدة دون أخرى، ودون تجريح لأحد.
 
فهذا منهج الله؛ قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
 
فكلام الله أصدق من قول البشر، فهذا عرض الآيات التي توضح ما تم عرضه.
 
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159].
 
وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
 
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
 
وقال تعالى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى﴾ [النجم: 23].
 
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 52].
 
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17].
 
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: 49].
 
على كل مسلم أن يعِيَ هذه الآيات الواضحة التي لا لبس في فهم مضمونها، وعليه ألَّا يتبع كلام الأدعياء الذين يتاجرون بكلامهم لهوى أنفسهم.
 
أيها المسلم؛ لا تجعل ولاءك إلا لله وحده؛ ألم يقل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 23، 24].
 
فالسياق القرآني يعبر عن تجريد المشاعر والصلات في قلوب المسلمين، وتمحيصها لله ولدين الله؛ فيدعو إلى تخليصها من وشائج القربى والمصلحة، وكل وشائج الحياة فيضمها في كفة، ويضع حب الله ورسوله في الكفة الأخرى، ويَدَع للمسلمين الخيار.
 
ولهذا ذكر السبب الموجب لذلك؛ وهو أن محبة الله ورسوله، يتعين تقديمهما على محبة كل شيء، وجعل جميع الأشياء تابعة لهما.
 
أيها المسلم: لا تبعية إلا لله ورسوله ودين الإسلام، وأي مسميات وتبريرات وتعليلات ما هي إلا من مخيلات وهوى من يتحدث بها.
 
فعليكم الصدق مع الله؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].
 
وكفى فرقة بين المسلمين.

شارك المقال

ساهم - قرآن ١