أرشيف المقالات

السلالة في تحقيق المقر والاستحالة للعلامة السيوطي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
السُّلالَة في تحقيق المَقَرِّ والاسْتِحَالَة
(جزء ينشر لأول مرة - ولله الحمد - عن نسخة نادرة)

تأليف العلامة جلال الدين السيوطي
ت 911 هـ رحمه الله
اعتنى به: محمد آل رحاب
 
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
 
الحمد لله على أن أسبغ نوالَه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير سُلالَة.
 
هذا تحقيقٌ لقول الفقهاء في باب النجاسة:
"النجسُ من الفَضَلات ما له مقرٌّ واسْتِحَالَة"


فاعلم أنَّ المقرَّ هو: مكان القرار؛ أي: موضعٌ تجتمع فيه.
 
والاستحالة: الانتقال عمَّا كان عليه إلى حالةٍ أخرى؛ وذلك أنَّ الغذاء إذا مُضغ أعانه على وصوله إلى المعدة الرِّيقُ المستفاد بالمضغ[1] وفيه حرارةٌ غريزيَّة، فإذا ورد على المعدة فهذا مقرٌّ أول، فحينئذٍ ينهضم انهضامًا تامًّا بحرارة المعدة مع ما حولها من الكبد والطحال والقلب وغيرِ ذلك، فيصير كَيْلوسًا؛ أي: جوهرًا سيَّالاً يشبه ماء الكشك الثخين، وهذه استحالة، ثمَّ ينجذب لطيفُه فيجري في عروق متَّصلة بالأمعاء فيصل إلى العِرق المسمَّى بباب الكبد، وينفذ في أجزاء صغيرة ضيِّقة بباب الكبد، فتصير بكليتها ملاقية لكلية هذا الكيلوس، فحينئذٍ ينطبِخ فيعلوه شيءٌ كالرغوة، وهو: الصفراء.

ويرسب فيه شيء، وهو: السوداء.
 
ويحترق شيء، وهو: البلغم.
 
والمستصفى من هذه الجملة هو: الدم.
 
فهذه استحالاتٌ، ومِن ثَمَّ كانت المِرَّة نجسةً، وكذا بلغمُ الصدر، وريقُ النائم الخارج من المعدة، بخلاف بلغمِ الرأس والريقِ الخارج منه فإنَّه طاهر، فتفطَّنْ، فسبحان المدبِّر لخلقه.
♦   ♦   ♦

تمَّت السلالة بحمد الله وعونِه وحُسن توفيقه على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إليه ممَّا منَّ الله بفضله[2] عليه:
محمد المنير الشافعي الأزهري الأحمدي.
 
غفر الله له ولوالديه والمسلمين.
 
وكان الفراغ من نسخها يوم الاثنين المبارك آخر شهر جمادى الآخرة سنة أربع ومائة وألف هلاليَّة من الهجرة النبويَّة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
 
وهو حسبي ونعم الوكيل.
 
قلت: وفرغتُ من نسخها بمنًى ليلة التاسع من ذي الحجة الحرام 1436 الساعة 3.45.
 
والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.
 
صورة المخطوط

 

[1] في الأصل: بالنضح، ولعلَّ الصواب ما أثبت.
[2] في الأصل: بعضًا.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣