أرشيف المقالات

موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية(17)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
موسوعة المتسابقين في السيرة النبوية (17)
 
أهم أحداث غزوة بني النضير:
لما همَّ اليهودُ بالغدْر برسول الله بعد أن جاءهم يَستعينهم في ديَة العامريَّينِ اللذَين قتَلَ عمرُو بن أميَّة الضمري، وقد أخبره جبريلُ بما همُّوا به، أرسَل إليهم: "أنِ اخرُجوا عن المدينة، ولا تساكنوني فيها أبدًا وقد هممتُم بما هممتم به من الغدر"، وأجَّلَهم عشرًا؛ فمَن وجده بعد ذلك منهم ضرَب عنقَه، فهمُّوا بالرَّحيل، إلَّا أن عبدالله بن أُبَيٍّ أرسل إليهم: "أنِ اثبُتوا ولا تَخرجوا؛ فإنَّ معي ألفين من المقاتلين يَدخلون معكم حصنَكم، وتنصركم قريظةُ وغطفان"، فوثقوا من نصرة ابن أُبيٍّ وأرسَلوا إلى رسول الله: "إنَّا لن نخرج، فاصنع ما بدا لك"، فعند ذلك كبَّر المسلمون وخرجوا إلى اليهود وحاصَروهم في حِصنهم أيامًا، وكانت راية المسلمين عند علي بن أبي طالب، فصاح بالمسلمين أن يَقتحموا حصنَهم وأنَّه سيفتحه أو يذوق ما ذاق حَمزة، فلمَّا سمِع اليهود مقالتَه، دبَّ الرعبُ في قلوبهم، وأرسلوا إلى رسول الله يعرضون عليه الاستِسلام؛ فقبِل ذلك منهم، وأنَّ لهم ما حملَت الإبل إلَّا السِّلاح، فكان الرجل منهم يَكسر بابَه ويأخذ معه سقفَ بيته، وفيهم نزلَت سورةُ الحشر؛ لما روي عن ابن عبَّاس أنه كان لما يُسأل عن سورة الحشر يقول: "هي سورةُ بني النَّضير".
 
وكانت أموال بني النضير فيئًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمَه بين المهاجرين بعد مشاورة الأنصار، فرَضُوا بذلك، بل وعرَضوا عليه أن يَقسمها بين المهاجرين ويشرك معهم المهاجرون نخيلَهم، وقد أعطى رسولُ الله أبا دجانة وسهل بن حنيف الأنصاريَّينِ لفقرهما، وقد أثنى الله على الأنصار في كتابه فقال: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9]، كما أثنى على المهاجرين في نفس السورة: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8]، ولم يُسلِم من بني النَّضير إلا رجلَّان: يامين بن عمرو، وأبو سعيد بن وهب.
 
ولمَّا طال الحِصار، أمَرَ النَّبيُّ بحرْق نخيلهم، فأحرق بعضها، فصاحوا بالنبيِّ: يا محمد، كنتَ تَنهى عن الفساد في الأرض، وهذا من الفَساد، فأمر بتَرْكها، وقد قال بعضُ أهل العلم: لم يأمر النبيُّ إلَّا بحرق اللِّينة من النَّخل؛ وهي التي لا تثمِر؛ مصداق ذلك قوله تعالى: ﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الحشر: 5].
 
ولما أُجْلي بنو النَّضير، ذهب معظمُهم إلى خيبر، ومنهم سيدها ابن أبي الحُقَيق أحد بني النَّضير، وذهب بعضُهم إلى الشام.
 
أهم أحداث غزوة بدر الموعد:
لمَّا حان موعد أبي سفيان، خرَج رسولُ الله لملاقاته في ألفٍ وخمسمائة من أصحابه للِقائه في شعبان سنة 4 هـ، وساروا حتى بلَغوا بدرًا، وأقاموا بها أيامًا يَنتظرون أبا سفيان، باعوا فيها ما كان معهم من البضائع، أمَّا أبو سفيان، فقد خرَج متثاقِلًا، ولمَّا بلغ عسفان قال: يا معشر قريش، إنَّ عامكم هذا عام جدْب، ولا يَصلح لكم إلَّا عامٌ تَشربون فيه اللَّبن وترعون الشَّجر، وإنِّي راجع فارجِعوا، فرجع أبو سفيان، ووبَّخه صفوان بن أمية وقال له: كنتُ حذَّرتُك من أن تعطي لمحمد موعدًا لا تَفي به، وجاءه مخشيُّ بن عمرو الضمري وقال له: يا محمد، أجئتَ لميعاد قريش؟ قال: ((نعم يا أخا بني ضمرة، وإن شئتَ ردَدنا إليك عهدك ثمَّ ننابِذك حتى يَحكم الله بيننا وبينك؟))، فقال: لا، ورجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه سالِمين غانمين، وربحَت تجارتُهم، وفي رواية: ربحوا في كلِّ درهمٍ درهمين.
 
أسئلة الحلقة:
1- سورة سمِّيَت سورة بني النَّضير، ما هي؟
2- بيِّن قولَ العلماء في اللِّينة من النخل؟
3- بمَ وعد عبدُالله بن أُبَيٍّ اليهودَ، وعلامَ حرَّضهم؟
4- علامَ صالَح رسولُ الله بني النضير، وكيف قسم أموالَهم؟
5- متى حدثَت غزوة بدر الموعد؟
6- أقام رسولُ الله...
أيامًا، ينتظر...، وباع أصحابُه ما معهم من...، وجاءه...، فقال له: ...، فقال: نعم...

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢