أرشيف المقالات

سمية العصر - صالح بن علي العمري

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
تحيّة لأختنا السجينةِ الشهيدةِ - بإذنِ الله - فاطمةَ العراقية الحافظة العابدة، صاحبة رسالة الاستغاثة من سجن "أبوغريب"..


ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سلامُ يبكي عليك الطُهرُ والإسلام ُ يا درّة الأخلاق ِ، يا نعش الندىُ تفديكِ منّا الروحُ والأجسامُ الصَبرُ في جَنْبِ العقيدة ِ بلسمٌُ والجرحُ دون حياضها يلتامُ ولقد يموتُ الخائبون على الهوىُ ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّةًُ إن البلاءَ طهارةٌ ووسامُ أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيةًُ فأُولو الصبابةِ سُجّدٌ وقيامُ وكأنَّ صوتَكِ نفثةٌ روحيّةٌُ تُحيي عظامَ المجدِ وهي رِمامُ سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتُْ هامُ الضلالِ، وزُلْزلتْ أقدامُ أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنماُ عُمْرُ الذين تجبّروا أيامُ جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظىُ وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ والقيدُ والسجنُ المؤجَجُ رفعةٌ فكلاهما لكِ حليةٌ ومقامُ وكتابُكِ الدامي بشارةُ نفرةٍُ فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغامُ ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌُ ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجىُ فوقَ العدوِ صواعقٌ وسهامُ هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقدُْ أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيامُة جاءوا بثوب الكبرياء كأنهمُ زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ!! خرجوا رئاء الناسِ، حلفاً أبتراُ فهووا بوثبات الجهاد ِ وهاموا جاءوا لتحرير العبادِ من الهدى!! وهمُ عبيدُ الشهوة ِ الأقزامُ جاءوا لتحقيق العدالةِ والرَّخا!!ُ وعلى يديهم تُنقضُ الأحكام!! جاءوا -فواعجبي- لحقنِ دمائنا!!ُ فجَرَتْ بها الأغوارُ والآكامُ!! وأتوا لإطلاقِ القيود فأُصمِتَتُْ فكأن يومَ أبي غريبٍ عامُ!! علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيةٌُ جُلّى، يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ ففضَحْتِ مبدأهم، ودُسْتِ قناعَهمُ حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعامُ وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفداُ جيلاً عن الثارات ليسَ ينامُ في كلِّ رابيةٍ تَرَصّدُ ضيغمٍُ وبكلِّ فج ٍّ هجمةٌ وقَتامُ ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةًُ يرنو لها الصوّامُ والقُوّام ُ والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطراًُ وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشاُ فكأن نعشكِ في السماءِ غمامُ والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونىُ وكساكِ فينا الصبر ُ والإقدامُ أرأيتِ وجهَ الكفرِ فظّاً حينماُ يُهجا التُّقى، وتُقدّسُ الآثامُ !! أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُهاُ والطفلُ يوءدُ والقتيلُ يُلامُ أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةًُ والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!! أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِداُ كيف استطال البغيُ والإجرامُ!! أرأيتِ قطعان النِّفاق تقاطرتُ وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ!! يا أمتي لن تبْلُغي قممَ العُلاُ إلا بشرعِ اللهِ حينَ يُقامُ هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةًُ يتضورونَ، كأنهمْ أيتامُ أسفي على أنّات ألفِ عفيفةٍُ والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!! أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبُْ إلاّ الصدى واللهوُ والأنغامُ!! أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُُ وتمزّقتْ عن نوره الأكمامُ أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهُِ وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ يتراعدُ النقفورُ من عزماتِهُِ والهندُ تشمخُ عزّةً والشامُ أسفي على المجدِ الذي دالتْ بهُ بعد التلاحمِ فُرْقةٌ وخِصامُ في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضاُ فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ في ذمة الله الفؤادُ وأعظمٌُ وحشا بكل فضيلةٍ مُلْتامُ وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُُ بردٌ على جُثمانها وسلامُ سيظلُ صوتُكِ للزمانِ، كأنماُ نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ فترقّبي ميلادَ فَجْرِكِ، إنماُ هذا المخاضُ ودونه الآلامُ كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بموتهُِ لتقومَ مِنْ أشلائِهِ أقوامُُ!!



شارك الخبر

المرئيات-١