أرشيف المقالات

حديث تناثر القمل من رأس كعب بن عجرة وهو محرم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
سلسلة الرد المفصل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (20)
حديث تناثر القمل من رأس كعب بن عجرة وهو مُحْرِم
 
مما يطعن فيه الطاعنون: ما أخرجه البخاري برقم (1817) قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ وَإِنَّهُ يَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ الْقَمْلُ، فَقَالَ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحْلِقَ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحِلُّونَ بِهَا وَهُمْ عَلَى طَمَعٍ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ الْفِدْيَةَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُطْعِمَ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةٍ أَوْ يُهْدِيَ شَاةً أَوْ يَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ)).
 
وقد أَثَارَ بعض الطاعنين في صحيح البخاري شبهة سخيفة من هذا الحديث؛ فادعى أن البخاري بروايته لهذا الحديث يطعن في الصحابة، حيث وصفهم بما لا يليق من وجود القمل في رؤوسهم، ولم يكتف صاحب هذه الشبهة أن يقصر وقوع ذلك بكعب بن عجرة رضي الله عنه كما هو نص الحديث، بل جعل ذلك عاماً في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه!
 
والجواب عن هذا الإفك المبين:
أولاً: هذا الحديث لم يتفرد بروايته البخاري، فقد رواه أيضاً مسلم (1201) ومالك (237) وأحمد (18106) والترمذي (953) وأبو داود (1856) وابن ماجه (3079) والنسائي (2851) وغيرهم، فهل كل هؤلاء أرادوا الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بروايتهم هذا الحديث؟!
 
ثانياً: أين الطعن في رواية فيها أنَّ صحابياً مُحْرِمَاً بالعمرة ليس له أن يُطَيِّبَ شعره أو يغطيه أو يحلقه؛ أصابه القمل؟!
وقد أشار القرآن إلى هذه الحال في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ [البقرة: 196].
بل كان سبب نزول هذه الآية هو قصة كعب بن عجرة كما ذكر ذلك المفسرون، فهل المفسرون أيضاً يطعنون في الصحابة حين ذكروا هذا الحديث في تفسير هذه الآية؟!
 
ثالثاً: أليس من الكذب الصراح أنْ يزعم هذا الحاقد أن البخاري روى هذا الحديث في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، بينما الحديث فيه حال الصحابي الجليل كعب بن عجرة رضي الله عنه فقط، أليس الكذب في ذلك دليل العوز والعجز؟
فلله الحمد أن رد كيد أعداء السنة النبوية إلى الوسوسة، وفضحهم شر فضيحة، وأبان بهم عظم منزلة الإمام البخاري وصحيحه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١