أرشيف المقالات

قول ابن عباس في آية فدية العاجز عن الصوم: ليست بمنسوخة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
سلسلة الرد المفصل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (21)
قَولُ ابْنِ عَبَّاسٍ في آية فدية العاجز عن الصوم: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ
 
لما أعوزت الحيل أصحابها الطاعنين في صحيح البخاري، قالوا ما يضحك منهم العقلاء، حيث زعم بعضهم أنَّ البخاري روى حديثاً يُخالف ظاهر القرآن الكريم، وهو ما رواه برقم (4505) عَنْ عَطَاءٍ أنه سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة:184]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا؛ فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
فأي مخالفة في هذا الأثر لما دل عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة:185]؟!
 
وأين التعارض الذي يزعمه هذا؟ وبأي عقل وفَهْم يفتخر؟!
ابن عباس يقول عن هذه الآية: ليست منسوخة، وإنما هي في حق الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة.
أي: من لا يقدر على الصوم في المستقبل، فإنه لا يجب عليه الصيام لعجزه، كما قال تعالى: ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة:286]، ولكن تبقى عليه الفدية عن كل يوم إطعام مسكين.
 
والحقيقة أنَّ إيراد بعض الطاعنين في صحيح البخاري لهذه الشبهة السامجة يدل على قلة ما وجدوا من أحاديث يظنون أنهم يطعنون بها في صحيح البخاري الذي تبلغ أحاديثه أكثر من (7500) حديث بالمكررات، فقد بحثوا ونقبوا وفتشوا حتى ذكروا هذه الشبهة السامجة التي لا تحتاج إلى جواب، ولولا أنَّ بعضهم ذكرها لما شغلنا أنفسنا بردها، والله المستعان.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١