أرشيف المقالات

حديث: اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حديث: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا

 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثمَرِ جَاؤُوا بِهِ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهُمَّ إِن إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِني عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكةَ، وَإِني أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ، بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ»، قَالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثمَرَ، رواه مسلم.
 


تخريج الحديث:

الحديث أخرجه مسلم حديث (1373)، وانفرد به عن البخاري وأخرجه الترمذي في "كتاب الدعوات"، "باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر"، حديث (3454).
 


من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على أن الناس كانوا يأتون للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأول ثمارهم ليدعو لهم في ثمارهم، فيبارك فيه، وكان منه - صلى الله عليه وسلم - أن دعا لثمارهم ومدينتهم وصاعهم ومدهم، وبالمثلين للمدينة، وكل هذا يبيِّن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشاركهم همومهم وما يرغبونه ما لم يخالف الشرع، وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم - ردٌّ على بعض الصوفية الذين يرون أن الدعاء قدح في التوكل والرضا، ورد على المعتزلة الذين يرون أنه لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر، ومذهب أهل السنة والجماعة أن الدعاء عبادة عظيمة لا يستجاب منه إلا ما سبق به القدر، وبنحو ما سبق ذكر القاضي عياض رحمه الله.
 
الفائدة الثانية: الحديث فيه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلق عظيم مع الصغار، فهو في حديث الباب قضى للكبار ما أرادوه من دعاء لثمارهم، وهو للصغار يلاطفهم ويخصهم بالعطية من الثمار؛ لأنهم أقل صبرًا من الكبار، وأكثر فرحًا بها.

شارك الخبر

المرئيات-١