أرشيف المقالات

تخريج حديث: أن عبد الله بن زيد، وعثمان، حكيا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: فغسل قدميه

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
تخريج حديث:
أن عبد الله بن زيد، وعثمان، حكيا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: فغسل قدميه



أن عبد الله بن زيد، وعثمان، حكيا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: فغسل قدميه.
 
وفي حديث عثمان: ثم غسل كلتا رجليه ثلاثًا.
 
وفي لفظ: ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا، ثم غسل اليسرى مثل ذلك.
 
وعن علي أنه حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا.
 
وكذلك قالت الربيع بنت معوذ، والبراء بن عازب، وعبد الله بن عمر.
(1/ 185).
 
فأما حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه: فأخرجه البخاري (185)، ومسلم (235)، عن عمرو بن أبي حسن، أنه سأل عبد الله بن زيد رضي الله عنه، عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا بتور من ماء، فتوضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فأكفأ على يده من التور، فغسل يديه ثلاثًا، ثم أدخل يده في التور، فمضمض واستنشق واستنثر، ثلاث غرفات، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده فمسح رأسه، فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه إلى الكعبين.
 
وأما حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: فأخرجه البخاري (159)، ومسلم (226)، عن حمران مولى عثمان أنه رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
 
وأما حديث علي رضي الله عنه: فأخرجه أبو داود (111)، والنسائي في «المجتبى» (92)، وفي «الكبرى» (77)، والبيهقي في «الكبير» (319)، من طريق أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، قال: أتانا علي رضي الله عنه وقد صلى، فدعا بطهور، فقلنا ما يصنع بالطهور وقد صلى ما يريد، إلا ليعلمنا، فأُتي بإناء فيه ماء وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده الشمال ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء، فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا، ثم قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو هذا.
 
قلت: هذا إسناد حسن.
 
وأما حديث الربيع بنت معوذ ڤ: فأخرجه أحمد (27016)، وغيره، قال أحمد: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: حدثتني الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا، فيكثر، فأتانا فوضعنا له الميضأة، فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثًا، ومضمض، واستنشق، مرة مرة، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح رأسه بما بقي من وضوئه في يديه مرتين، بدأ بمؤخره، ثم رد يده إلى ناصيته، وغسل رجليه ثلاثًا، ومسح أذنيه مقدمهما ومؤخرهما.
 
وأما حديث ابن عمر ﭭ: فأخرجه الدارقطني في «سننه» (307)، والبيهقي في «الخلافيات» (138)، من طريق صالح بن عبد الجبار الحضرمي, وعبد الحميد بن صبيح, قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني, عن أبيه, عن ابن عمر ﭭ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا, وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا, وَمَضْمَضَ ثَلَاثًا, وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا, وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا, وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا, ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوُضُوئَيْنِ».
 
وابن البيلماني، منكر الحديث، كما تقدم.
 
وأما حديث البراء بن عازب رضي الله عنه: فأخرجه أحمد (18537)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 170)، والروياني (333)، وأبو نعيم في «الحلية» (9/ 225)، وابن المنذر في «الأوسط» (393)، من طريق سعيد الجريري، عن أبي عائذ سيف السعدي، وأثنى عليه خيرًا، عن يزيد بن البراء بن عازب، وكان أميرًا بعمان، وكان كخير الأمراء، قال: قال أبي: اجتمعوا فلأريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكيف كان يصلي، فإني لا أدري ما قدر صحبتي إياكم، قال: فجمع بنيه وأهله، ودعا بوضوء، فمضمض، واستنثر، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل اليد اليمنى ثلاثًا، وغسل يده هذه ثلاثًا، يعني اليسرى، ثم مسح رأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، وغسل هذه الرجل، يعني اليمنى، ثلاثًا، وغسل هذه الرجل ثلاثًا، يعني اليسرى، قال: هكذا ما ألوت أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ثم دخل بيته، فصلى صلاة لا ندري ما هي، ثم خرج، فأمر بالصلاة، فأقيمت، فصلى بنا الظهر، فأحسب أني سمعت منه آيات من يس، ثم صلى العصر، ثم صلى بنا المغرب، ثم صلى بنا العشاء، وقال: ما ألوت أن أريكم كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكيف كان يصلي.
 
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ أبو عائذ سيف السعدي، وإن كان قد اثنى عليه سعيد الجريري، إلا أن حاله في الرواية مجهول، وقد ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 170)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 275)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير