int(52) array(0) { }

أرشيف المقالات

المجلس السابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي

مدة قراءة المادة : 24 دقائق .
المجلس السابع
من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي


الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، أَمَّا بعد:
حياكم الله أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام مع درسنا اليوم، وَهُوَ الدَّرْس السَّادِس في [شرح تعظيم العلم].
 
ومع المعقد الخَامِس من معاقد تعظيم العلم [سلوك الجادة الموصلة إليه].
 
درسنا فِيمَا مضى أربعة من معاقد تعظيم العلم:
المعقد الْأَوَّلُ: تطهير وعاء العلم، وذكرنا أَنَّهُ القلب.
 
ثُمَّ تحدثنا حول المعقد الثَّانِي: وَهُوَ إخلاص النِّيَّة فيه؛ أي: إخلاص النِّيَّة في طلب العلم لله رب العالمين.
 
والمعقد الثَّالِث: جمع همة النفس عَلَيْهِ، فلا يكون الطالب مشتتًا، كثير الهموم، كثير المشاغل، كثير الخلافات مع الناس، فلا تجتمع نفسه وهمته عَلَى العلم؛ بل ينبغي له أن يفرغ نفسه وقلبه وذهنه من الشواغل والمُلهيات حَتَّى يتمكن من فهم العلم وإدراكه وتثبيته في قلبه.
 
ثُمَّ تحدثنا في آخر مرة وآخر لقاء حول المعقد الرَّابِع من معاقد تعظيم العلم: وَهُوَ صرف الهمة فيه إلى علم الْقُرْآن وَالسُّنَّة.
 
وكان قَدْ جاء سؤال في اللقاء الْمَاضِي حول كيفية مواجهة الشبهات؟

وكيف أن الْعَبْد يحمي قلبه وعقله من الشبهات؟

وحقيقة أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:
الشبهات الَّتِي تطرأ عَلَى قلب طالب العلم هِيَ منبعها من عدم فهم أُولَئِكَ الَّذِينَ يلقون الشبهات لفضل هذا الدِّين ومكانته وعظمته، فإنه لا يتصور -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- أن ينزل الله جَلَّ وَعَلَا عَلَيْنَا وَهُوَ الخالق العظيم سُبْحَانَهُ رب الكون لا إله إِلَّا هُوَ، أن ينزل عَلَيْنَا دينًا صعبًا في تكاليفه، شاقًّا لا يمكن لأحد تطبيقه، هذا لا يتصور في حق الله، هذا سوء ظن بالله؛ ولهذا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].
 
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إن هذا الدِّين يُسْرٌ ولن يشاد الدِّين أحدًا إِلَّا غلبه»، فحينما يأتي شخص ويتحدث حول الشَّرِيعَة الإسلامية أَنَّها دين متشدِّد، وأن الأشخاص الذين يلتزمون بشرع الله هم أُناس متزمتون ومتشدِّدون، أو متكلفون ما لا ينبغي، ومثل هذه الادِّعاءات ادِّعاءات باطلة أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام.
 
إذا أردنا أن نعرف ما هُوَ سبب هذه الادعاءات لعلنا نأخذ مثالًا يوضح الفكرة:
لو أن هناك أمًّا تُكَلِّمَ ابنها أو ابنتها تَقُولُ: يا بنتي أو يا بني، ادرس، يا بني، استيقظ من النوم في الصباح، يا بني افعل كذا، الطفل قَدْ يرفض، الابن أو البنت قَدْ يرفض، يرى أن هذه الأُمَّ تكلفني بأشياء كثيرة، ادرس، احفظ، راجع، ذاكر، تذهب إلى المدرسة، وتعال تعلَّم، هذه الأم قَدْ تشد عَلَى ابنها في بعض الأحيان، قَدْ تطلب منه أن يقوم بأشياء ربما هُوَ لا يريدها، هُوَ يريد اللعب ويريد أن يقضي وقته في اللعب والله، وَهِيَ تَقُولُ له: تَعَالَ هذا وقت المذاكرة، لا تلعب في وقت الدروس.
 
فهُوَ ربما ينظر إلى أن هذا الأمر فيه نوع من التشدد، أنا أمِّي شديدة زيادة عَنْ اللزوم، هذه نظرته فهو طفل، أنا أمي شديدة لا تجعلني ألعب، قَدْ يقارن نفسه بأصحابه أو بشيء من هذا القبيل، عمومًا هذا فَقَطْ مثال ولله المثل الأعلى.
 
الله جَلَّ وَعَلَا هُوَ خالقنا وَهُوَ أعلم بمصالحنا، ويأمرنا بعبادات معينة، هناك بعض الناس يحب التفلُّت، ليس عنده انضباط، لا يريد أن يَقُولُ له أحد: الخمر حرام، لا يريد أن يَقُولُ له أحد: الزِّنا حرام، لا يريد أن يَقُولُ له أحد: لا تسرق، لا تكذب، يريد أن يعيش حياة سبهللة، فلما تأتي هذه الأوامر الشَّرْعِيَّة أَنَّهُ افعل ولا تفعل، يراها تشددًا؛ إذن المشكلة ليست في الأوامر الشَّرْعِيَّة، المشكلة فيك أنت، المرض فيك، والخلل فيك أنت، أنت الذي لا تريد أن تنضبط، أنت تريد الحياة سبهللة، وعندما ترى أخًا أو أختًا ملتزمين بأوامر الله تَقُولُ: أنت متشدد، وَهُوَ غَيْر متشدد؛ بل هُوَ منضبط، هُوَ ملتزم بأوامر الله عَزَّ وَجَلَّ، هُوَ يسير عَلَى منهجية واضحة، هناك جدية في حياته، لَيْسَت كُلّ حياته لعبًا وسبهللة مثلما تريد، وكل شيء حلال، وكل شيء لماذا تشددون وتحرمون؟
 
هذه هِيَ الإشكالية:
عدم معرفة الإِنْسَان بمصالحه هِيَ سبب هذا الدُّعَاء وَهُوَ الطعن في الشَّرِيعَة، لكن لو عظم، نرجع إلى المعقد السابق وَهُوَ تعظيم الله وتعظيم رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لو عظم الله لعلم أن الله جَلَّ وَعَلَا لا يأمره إِلَّا بِمَا فيه مصلحته ونفعه والخير له في الدُّنْيَا والآخرة، كما أن ذَلِكَ الطفل ولله المثل الأعلى إذا أيقن في قلبه أن أمه تحبه، وأن أمه تريد له الخير، وَإِنَّمَا تأمره بترك اللعب في بعض الأحيان والدراسة إِنَّمَا هُوَ لمصلحته، وتنهاه مثلًا عَنْ أن يخرج في البرد إِلَّا وَهُوَ لابس ملابس، ووقت الأكل يأكل، ووقت الدواء يأخذ الدواء إذا هُوَ تعب.
 
لماذا هذه الأوامر كلها الأم تنفذها في البيت؟ لمصلحة الولد، لمصلحة الابن؛ لأنها تريد له الخير، تريد له المستقبل الباهر الزاهر بعون الله، هكذا ينبغي أن ننظر إلى أوامر الشَّرِيعَة، ولله المثل الأعلى.
 
الله يريد بنا خيرًا:
الله يريد لنا كُلَّ نفع في الدنيا والآخرة، الله يريد لنا ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 27]، انظر الله يَقُولُ في الْقُرْآن، هذه آية في الْقُرْآن -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- والله يَقُولُ في سورة النساء: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27، 28].
 
الله يريد أن يخفف عنا، الله يريد أن يدخلنا الجَنَّة، يريد أن ينجينا من النَّار؛ ولذلك بعث الرسل وأنزل الكتب لمصلحة الخلق، فهو أعلم بمصالحنا، يكفيك أن تعلم أن اللهَ أَعْلَمُ بمصالحك، إذا أيقنت في قلبك أن اللهَ أَعْلَمُ بِمَا ينفعك وما يضرك وَهُوَ جَلَّ وَعَلَا بلا شَكَّ أعلم؛ لأنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُولُ في سورة الملك: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].
 
إذا أيقنت أن الله لا يريد بك إِلَّا خيرًا، وإذا منعك عَنْ أمر فلمصلحتك، ولأن ذَلِكَ خيرٌ لك، وخير لمجتمعك، وخير للناس، وإذا أمرك بأمر فهو لمصلحتك ولنفعك أنت.
 
الله لا يستفيد من عبادتنا شيئًا أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:
«يا عبادي أنك لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»، لا ينفع الله عبادتنا، لكن النفع يعود عَلَيْنا نحن، والضرر إن عصينا الله يعود عَلَيْنا نحن، فبهذه النفسية نتمكن من مجابهة أصحاب الشبهات الَّذِينَ يطعنون في دين الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى صباح مساء، هذا تعليق حول السؤال الذي ورد في آخر لقاء، وإذا كان هناك أي إشكال مثلما ذكرنا نكتب الأسئلة في خانة التعليقات.
 
قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:
المعقد الخَامِس
سلوك الجادة الموصلة إليه
لكل مطلوب طريق يوصل إليه، فمن سلك جادة مطلوبه أوقفته عَلَيْهِ، ومن عدل عنها لم يظفر بمطلوبه، وإن للعلم طريقًا من أخطأها ضلَّ، ولم ينل المقصود، وربما أصاب فائدة قليلة مع تعبٍ كثيرٍ.

يَقُولُ الزرنوجي رَحِمَهُ اللهُ في كتابه (تعليم المتعلم):
وكل من أخطأ الطريق ضل، ولا ينال المقصود، قل أو جل.

وَقَالَ ابْن القيم في كِتَاب (الفوائد):
الْجَهْل بالطريق وآفاتها والمقصود، يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة.

وَقَدْ ذكر هذا الطريق بلفظ جامع مانع محمد مرتضى بْن مُحَمَّد الزبيدي صاحب (تاج العروس) في منظومةٍ له تسمى (ألفية السند) يَقُولُ فيها:






فما حوى الغاية في ألف سنة
شخص فخذ من كُلِّ فنٍّ أحسنه


بحفظ متنٍ جامع لراجح
تأخذه عَلَى مفيد ناصح







فطريق العلم وجادته مبنية عَلَى أمرين، من أخذ بهما كان معظمًا للعلم؛ لأنه يطلبه من حَيْثُ يمكن الوصول إليه:
فَأَمَّا الأمر اَلْأَوَّلُ: فحفظ متن جامع للراجح، فَلَا بُدَّ من حفظ، ومن ظن أَنَّهُ ينال العلم بلا حفظ فإنه يطلب محالًا، والمحفوظ المعول عَلَيْهِ هُوَ المتن الجامع للراجح؛ أي: المعتمد عند أهل الفن، فلا ينتفع طالب يحفظ المغمور في فن، ويترك مشهوره، كما يحفظ (ألفية الآثاري) في النحو ويترك (ألفية ابْن مالك).

وَأَمَّا الأمر الثَّانِي: فأخذه عَلَى مفيد ناصح، فتفزع إلى شيخ تتفهم عنه معانيه، يتصف بهذين الوصفين.


وأولهما: الإفادة؛ وَهِيَ الأهلية في العلم، فيكون ممن عرف.

هذه مواصفات الشَّيْخ؛ لأنه أذكر جاء السؤال من قبل: هل كُلّ أحد نأخذ عنه العلم؟ طبعًا لا، لَيْسَ كُلّ أحد تأخذ عنه العلم، كما أنك عندما تكون مريضًا لا تختار أي طبيب وتقول له: تفضل افتح بطني وشقها واعمل لي عملية، وأنت غَيْر واثق بخبرته، بل أنت تبحث عن أفضل طبيب، لا تسلم جسدك لأي أحد، أَيْضًا روحك لا تسلمها لأي أحد، قلبك لا تسلمه لأي أحد، لَا بُدَّ أن تختار الشَّيْخ الذي فيه المواصفات الَّتِي ذكرها الشَّيْخ العصيمي وَفَّقَهُ اللهُ هنا.
 
قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:
ممن عرف طلب العلم وتلقيه حَتَّى أدرك، فصارت له ملكة قوية فيه، والأصل في هذا ما أخرجه أبو داود في (سننه) قَالَ: حدثنا زهير بْن حرب، وعثمان بْن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير عَن الأعمش عَنْ عبدالله بْن عبدالله، عَنْ سعيد بْن جبير، عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع ممن يسمع منكم»، وإسناده قوي.

وَالعِبْرَة بعموم الْخطابِ لا بخصوص المخاطب، فلا يزال من معالم العلم في هذه الأُمَّة أن يأخذه الخالف عَن السالف.

(الخالف)؛ أي: المتأخر، (عَنْ السالف)؛ أي: السابق في الزمن، فلا يزال من عالم العلم في هذه الأُمَّة أن يأخذها الخالف عَن السالف، يَعْنِي جيلًا عَنْ جيل.

قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:
أَمَّا الوصف الثَّانِي: فهو النصيحة، وتجمع معنيين اثنين:
كُلّ الْكَلَام هذا في مواصفات الشَّيْخ الذي ندرس عَلَيْهِ.
 
قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:
أَحَدُهُمَا: صلاحية الشَّيْخ للاقتداء بِهِ، والاهتداء بهديه ودله وسمته.
 
طبعًا أنا أقرأ صفحة 24 في كِتَاب الشرح، إذا كان أحد يقرأ من الْكِتَاب المتن فنحن نتحدث في المعقد الخَامِس وَبِالتَّالِي صفحة 47 في كِتَاب المتن، أَمَّا في كِتَاب الشرح 42، طبعًا هُوَ نفسه، المتن موجود في كِتَاب الشرح لكن مع إضافات الذي هُوَ شرح للمتن، نرجع مرة ثانية إلى كلام الشَّيْخ وَفَّقَهُ اللهُ.
 
قَالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (أَمَّا الوصف الثَّانِي: فهو النصيحة، وتجمع معنيين اثنين: أَحَدُهُمَا: صلاحية الشَّيْخ للاقتداء بِهِ، والاهتداء بهديه ودله وسمته) يَعْنِي باختصار يكون قدوة، الشَّيْخ يكون قدوة أصلًا، يصلح أن يُقتدى بِهِ.
 
قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:
وَالآَخَر: معرفته بطرائق التعليم، بحيث يحين تعليم المتعلم، ويعرف ما يصح له وما يضره وفق التربية العلمية التي ذكرها الشاطبي في (الموافقات).

خلاصة هذا المعقد:
أن الشَّيْخ وَفَّقَهُ اللهُ يَقُولُ لك: يا طالب العلم، أنت تريد أن تصل إلى هدف معين فاسلك الطريق الصحيح الذي يوصلك إلى هدفك بلا عناء ولا تعب ولا مشقة، وَحَتَّى تسلك هذا الطريق وتسير فيه بعون الله لَا بُدَّ لك من شيخ يوجهك، لَا بُدَّ لك من شخص ذي أمانة، وذي علم وذي خلق وذي دين، يرشدك ويدلك، أين تذهب؟ ماذا تقرأ؟ ماذا تحفظ؟ ماذا تدرس؟ أي كِتَاب تبدأ بِهِ؟ ماذا تدرس بعد ذَلِكَ؟ هل تقرأ الْكِتَاب بنفسك أم تحضر فيه درسًا؟ كُل هذه الأسئلة تحتاج إلى شخص تستشيره، ما هِيَ مواصفات هذا الشخص الذي تستشيره؟
 
ذكرها لك الشَّيْخ:
أولها: الإفادة، أن يكون صاحب علم أصلًا، فاقد الشيء لا يعطيه، إذا كان هُوَ أصلًا خاويًا من العلم كيف يوجهك إلى أن تقرأ أو تحفظ أو تعمل أو تدرس أو تصنع أو تذاكر أو تحضر درسًا معينًا، كيف سيوجهك وَهُوَ أصلًا لا يعرف ما هِيَ الحكاية؟ ما يعرف البداية من أين والنهاية من أين؟! لَيْسَ له أهلية كما يسميها أهل العلم، لَيْسَ لديه ملكة في العلم، لم يتمكن في العلم، لم يدرس، هُوَ أصلًا قَدْ يكون غَيْر مؤهل، بعبارة أخرى غَيْر مؤهل للتدريس، ليس لديه الأهلية العلمية، يَعْنِي نتكلم عَن العلم الآن، لم نبدأ بعد في الأخلاق والمواصفات، من ناحية أنه لَا بُدَّ أن يكون قويًّا، عنده علم، صاحب علم، درس وتلقى العلم عَن الشيوخ حَتَّى أصبحت له ملكة، حَتَّى أصبح متمكنًا بعون الله من هذه العلوم الَّتِي يدرسها.
 
فَهذِه الصفة الأُوْلَى: الإفادة هِيَ ما يعرف بالأهلية في العلم، يَعْنِي التمكن من العلم، والبروز فيه، يَعْنِي أن يكون كما ذكرنا قَدْ تلقى العلم وأخذه حَتَّى أصبحت له مَلَكة قوية في العلم.
 
الصفة الثَّانِيَةُ من صفات الشَّيْخ: أن يكون ذا نصيحة، كثيرًا ما يحتاج طالب العلم إلى من ينصحه -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- كثيرًا ما يحتاج، يَعْنِي أول شيء قَدْ ترد عَلَيْهِ أسئلة، وأحيانًا يقرأ شيئًا في أحد الْكُتُب ولا يكون واضحًا، أحيانًا تأتي عَلَيْهِ مَسْأَلَة، أحيانًا يُسأل عَنْ شيء فيحتاج، دائمًا يحتاج إلى شخص يكون كالمرجع، يكون كالمرجع لطالب العلم يوجهه، يرشده، ينصحه، من ثمَّ لَا بُدَّ أن يكون ناصحًا، لَا بُدَّ أن يكون عنده صفة النصيحة.
 
والنصيحة هِيَ من دين الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
بل سماها النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدِّين كله، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدِّين النصيحة، قُلْنَا لمن؟ قَالَ: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فَلَا بُدَّ أن يكون الشَّيْخ عنده أمانة في نصحه، في نصحه لهذا الطالب، لطلب العلم.
 
إذًا الوصف الثَّانِي: هُوَ النصيحة وتجمع معنيين اثنين، يَعْنِي النصيحة تندرج تحتها نقطتان، أو يندرج تحتها أمران:
الأمر الْأَوَّلُ: صلاحية الشَّيْخ للاقتداء بِهِ، والاهتداء بهديه ودله وسمته.
• هل يَجُوز أن تدرس عَلَى شيخ لا يصلي في المسجد؟!
• أي شيخ هذا الذي لا يصلي بالمسجد؟!
 
• إذا كان هُوَ غَيْر قائم بالشريعة كيف يريد أن يعلم الآخرين ويقول لهم: تعالوا التزموا بأوامر الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وتعلموا العلم الشرعي؟
 
إذًا في مواصفات ظاهرة، نحن -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- مأمورون أن نأخذ الناس بالظاهر، هذه قاعدة عندنا في الشَّرِيعَة، والبواطن نكلها إلى الله، نكل السرائر إلى الله تَعَالَى، فأنا عندما أرى الشَّيْخ بعيني أراه لا يصلي في المسجد مَثَلًا، أنا أعطي مثالًا؛ لأن الشيوخ طبعًا كما ذكرنا من قبل ينقسمون، الْعُلَمَاء ينقسمون إلى: علماء حق، وعلماء باطل، مثلما أنت إذا ذهبت إلى طبيب، هناك طبيب ماهر، وهناك طبيب غير متمكن في الطب، فلن تسلمه جسدك، نفس الشيء هنا، روحك أو قلبك لا تسلمه لمن لا تثق بدينه وخلقه كما ذكرنا.
 
فأنت عندما ترى ظاهر هذا الشَّيْخ الذي يظهر لك من صفاته، من كلامه، من أسلوبه، من صلاته، من عباداته، من معاملاته مع الناس، يظهر لك الخير، إذن اطمئن الحَمْدُ للهِ.
 
لكن مَتَى ما وجد أَنَّهُ لا يصلح للاقتداء بِهِ، لَيْسَ أهلًا ليكون معلمًا، ابتعد عنه، وابحث عَنْ شيخ آخر، ما وقفت عَلَيْهِ، هذه النقطة الأُوْلَى الَّتِي هِيَ صلاحية الشَّيْخ للاقتداء بِهِ والاهتداء بهديه ودله وسمته.
 
وَالآخَر معرفته بطرائق التعليم:
لأن كُلَّ واحد من طلب العلم له ما يناسبه، هُوَ لَا بُدَّ أن يكون هذا الطالب الأنسب له أني أوجهه إلى حفظ كِتَاب معين، أو متن معين، هذا الطالب الأفضل له أني أوجهه إلى أن يقرأ في العقيدة، أَنَّهُ يقرأ في السلوك، أني أقول له: أن يحضر الدَّرْس الفلاني، عَلَى حسب مستوى الطالب، عَلَى حسب اهتمامات الطالب، يَعْنِي ميوله، ورغبته في أي فن من الفنون، أشياء كثيرة، من ثم كُلّ طالب من طلاب الشَّيْخ ينبغي أن يكون له معاملة خاصة بحسب ما يحتاج إليه ذَلِكَ الطالب.
 
فإذا كان الشَّيْخ ما عنده القدرة أو المعرفة بطرائق التعليم سيصبح ضارًّا، يعطي الطالب المبتدئ أشياء يأخذها الطالب المتقدم، من ثمَّ يحصل ارتباط عند الطالب، ما يفهم المعلومات، هذه معلومات المتقدمين كيف يعطيها إلى الطالب المبتدئ؟
 
والعكس صحيح: يأتي عند طالب متقدم يعطيه معلومات المبتدئين، يشعر الطالب المتقدم أن هذه المعلومات أعرفها لماذا يكررها الشَّيْخ؟ من ثم هُوَ يعطي كلًّا بحسبه، ويوجه كلًّا بِمَا يصلح له.
 
أحيانًا يكون طالب مناسبًا أن يبدأ يُعلم غيره، فينصحه الشَّيْخ يَقُولُ له: ابدأ مَثَلًا حلقة قرآن، علم فيها بعض الطلاب، انصحهم، أفِد الآخرين حَتَّى يرسخ العلم ويثبت في قلبك، انقل ما تتعلمه عني إلى أهلك، إلى أقاربك، إلى مسجدك، إلى جيرانك، أشياء كثيرة تدخل بالموضوع.
 
من هنا جاءت أهمية اختيار الشَّيْخ:
والعناية باختيار الشَّيْخ الذي فيه مواصفات معينة ذكرها الشَّيْخ العصيمي وَفَّقَهُ اللهُ في هذا المعقد المهم من معاقد تعظيم العلم؛ لأنه من أخذ بهذا المعقد فإنه يصير عَلَى بصيرة بعون الله، هناك من يوجهه، حَتَّى لو هُوَ أخطأ يرده عَلَى الطريق الصحيح الذي يوصل بعون الله إلى مقصوده، وَهُوَ بلوغ الغاية في طلب العلم والتمكن منه بعون الله إذًا وتوفيقه.
 
هناك نقطة أحب أن أذكرها فِيمَا يتعلق بموضوع الشبهات:
ترى موضوع الشبهات والسؤال الذي طرح المرة الماضية هذا موضوع يستحق أن يُخصَّص له لقاء خاص، لكن نحن نحاول أن نجيب عنه قدر المستطاع.
 
الشبهات -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- تكثر في قلب الْعَبْد إذا فتح ذهنه لأهل الباطل، فأنت يا طالب العلم وأنتِ يا طالبة العلم أغلقوا آذانكم، صموا آذانكم عَنْ سماع الباطل.
 
المشكلة نحن اليوم نفتح في السوشيل ميديا يطلع لنا كُلُّ من هبَّ ودبَّ، ونسمع لهم، ونقول: إي فعلًا، ممكن كلامه صح.
 
ينبغي أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:
أن نختار من نسمع لهم حَتَّى لا يؤثروا فينا سلبًا ولا يلقوا في قلوبنا شبهات، أو شهوات من حَيْثُ لا نشعر، يَعْنِي قبل قليل نحن كنا نتكلم عن مواصفات الشَّيْخ الذي تأخذ عنه العلم، وليس كُلّ أحد تأخذ عنه العلم، هذا المعقد الذي نتكلم فيه اليوم، هذا من أكبر..
الذي ما ينتبه إلى هذا المعقد سيصاب بالشبهات؛ لأنه أصبح يسمع لكل أحد، كُلّ تويتر صائرون مشايخ، كُلّ الذي في الانستجرام مشايخ، كُلّ الذي في الفيس بوك يطلعون مشهورين غَيْر مشهورين، علماء غَيْر علماء، كلهم مشايخ وما عنده مشكلة يستقبل من كُلِّ أحد.
 
إذن ما دمت أنت تستقبل من كُلِّ أحد لماذا تسأل وتقول:
الشبهات تجول وتروح وتذهب في قلبي، وأنا غَيْر قادر على أن أطمئن في عبادتي ولا أخشع في صلاتي؟
 
(فأنت الذي فتحتها، فتحتها بحري) كما يَقُولُ إخواننا المصريون، أنت فتحتها عَلَى الكل، والكل يرمي شبهات ويرمي شهوات، لا، يجب عليك أن تختار، صم أذنك عَنْ سماع الباطل، وعن سماع أهل الباطل، لا تسمع لغير من يرسخ في قلبك الإيمان واليقين والعقيدة الصحيحة، ومحبة الله جل جلاله ومحبة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا الذي تستحق أن تسمع له، هذا الذي يستحق أن تعطيه أذنك ووقتك وتفتح له قلبك.
 
أحيانًا بعض الْكَلَام تغلق عَلَيْهِ قلبك، أنت من البداية ريح نفسك، تعرف أن هذا الرَّجُل مبطل أغلق قلبك، أغلق أذنك لا تسمح لهذِه الشبهات أن تؤثر فيك.
 
لكن لما تأتي مَثَلًا تقرأ قرآنًا، اقرأ بقلب مفتوح، قل: يا رب علمني، يا رب فهمني، يا رب ثبت الْقُرْآن في قلبي، فأنت تقرأ بصدر منشرح، ترى حَتَّى قراءة الْقُرْآن وَهِيَ عِبَادَة معروفة تختلف، هناك شخص يقرأ الْقُرْآن إيمانه يرتفع ارتفاعًا عظيمًا، وهناك شخص يقرأ الْقُرْآن ختمة وختمتين وعشرة ما يتأثر، ما الفرق؟
 
هذا الْأَوَّلُ قرأ بصدر منشرح، صدر متقبل لكلام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو يريد أن يدخل كلام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهذه المعاني المذكورة في كلام الله جَلَّ وَعَلَا يريد أن تستقر في قلبه، يريد أن تستقر معاني الْقُرْآن.
 
نعيد هذه الجملة ونكررها لأهميتها:
هُوَ فاتح قلبه للخير، ومن ثم تستقر معاني الْقُرْآن في قلبه، تؤثر فيه، تغيره، تحسنه، بينما الآخر هُوَ يقرأ وهو أصلًا يَعْنِي عادي كأنه يقرأ كلام أي أحد، لا، الْقُرْآن غَيْر، الْقُرْآن كلام الله، وهذا درس عملي، احضر الدَّرْس وأنت قلبك منشرح مرتاح مطمئن، تريد أن تستقبل هذه المعاني الَّتِي ستذكر في الدَّرْس بصدر رحب، بصدر منشرح مقبل عَلَى هذا الْكَلَام.
 
والعكس بالعكس: يَعْنِي تسمع كلامًا باطلًا، قفل، حَتَّى أذنك قفلها، يَعْنِي لا تسمع لهم، لَيْسَ ضروريًّا كُلّ مقطع تفتحه، لَيْسَ ضروريًّا كُلّ رسالة وتغريدة تنشر في جريدة تقرؤها، قَدْ تضرك وَقَدْ تؤثر فيك، قَدْ تجعلك تبعد عَن الْقُرْآن، قَدْ تجعل علاقتك بالله ضعيفة، فتختار من تسمع لهم، ومن تأخذ عنهم، هذا يفيدك كثيرًا في العلم، ويفيدك في تثبت الإيمان بعون الله، وفي طرد الشبهات والشهوات.
 
وبالنسبة إلى موضوع الشبهات الذي تكلمنا عنه:
هناك حديث اليوم أرسلته أنا مهم جدًّا في هذا الموضوع، الآن أعيد إرساله في القناة مرة أخرى إِنْ شَاءَ اللهُ، هذا الحَدِيْث نقرؤه مع بعض ونختم الدَّرْس.
 
عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وسَلم: إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فأولئك الَّذِينَ سَمَّى الله»، يَعْنِي في الآية «فأولئك الَّذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ»، النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «فَاحْذَرُوهُمْ»، فاليوم كلامنا عندما نَقُول: احذروا أهل الباطل، لا تستمعوا لهم، ترى هذه النصيحة ما هِيَ من عندي، هذا توجيه نبوي كريم من نَبِيِّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخاطبًا عَائِشَة وَالأُمَّة من بعدها: «رأيت الَّذِينَ يتبعون ما تشابه منه فأولئك الَّذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ»، لماذا؟ طبعًا الآية واضحة، الآيات هذه الَّتِي في سورة آل عمران واضحة، أن الْقُرْآن فيه ﴿ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ [آل عمران: 7]، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7].
 
لاحظوا هنا فضل أهل العلم:
أنهم هم الَّذِينَ بعون الله يطردون الشبهات عَنْ أنفسهم وعن غيرهم من الناس؛ ولذا قَالَ الله: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]، فهم يؤمنون بالمحكم والمتشابه من الْقُرْآن، ويفهمون المتشابه وفقًا للمحكم، المتشابه يردون الآيات المتشابهة إلى الآيات المحكمة حَتَّى يفهموها، حَتَّى يفسروها بالآيات المحكمة، وَمن ثمَّ يصبح الجميع لديهم واضحًا، الآيات المحكمة والآيات المتشابهة، أَمَّا أهل الباطل يأخذون بعض الآيات المتشابهة في الْقُرْآن وَالَّتِي تحتاج إلى أن ترجع إلى الآيات المحكمة حَتَّى تفهمها، هَؤُلَاءِ لا يفعلون هذا؛ أن يرجعوا إلى الآيات المحكمة حَتَّى يفهموا الآيات المتشابهة، بل يأخذون الآيات المتشابهة ويصنعون منها بحرًا من الشبهات يلقونها في قلوبهم -وَالعِيَاذُ باللهِ- وفي قلوب الآخرين.
 
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونختم بقوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «فأولئك الَّذِينَ سَمَّى الله فَاحْذَرُوهُمْ».
 
والله تَعَالَى أعلم
وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

شارك المقال