تفسير: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله...)
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
تفسير: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله...)♦ الآية: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الأعراف (188).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ قل لا أملك لنفسي ﴾ الآية إنَّ أهل مكة قالوا: يا محمَّد ألا يخبرك ربُّك بالسِّعر الرَّخيص قبل أن يغلو فنستري من الرَّخيص لنربح عليه؟ وبالأرض التي تريد أن تجدب فنرتحل عنها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ومعنى قوله: ﴿ لا أملك لنفسي نفعاً ﴾ أي: اجتلاب نفع بأن أربح ﴿ ولا ضرَّاً ﴾ دفع ضرٍّ بأن أرتحل من الأرض التي تريد أن تجدب ﴿ إلاَّ ما شاء الله ﴾ أن أملكه بتمليكه ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾ ما يكون قبل أن يكون ﴿ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ﴾ لادَّخرت في زمانِ الخِصْبِ لزمن الجدب ﴿ وما مسني السوء ﴾ وما أصابني الضرُّ والفقر ﴿ إن أنا إلاَّ نذير ﴾ لمَنْ يصدِّق ما جئت به ﴿ وَبَشِيرٌ ﴾ لمن اتَّبعني وآمن بي.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شاءَ اللَّهُ ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَلَّا يُخْبِرُكَ رَبُّكَ بِالسِّعْرِ الرَّخِيصِ قَبْلَ أَنْ يَغْلُوَ فَتَشْتَرِيَهُ وَتَرْبَحَ فِيهِ عِنْدَ الغلاء وبالأرض الَّتِي يُرِيدُ أَنْ تَجْدِبَ فَتَرْتَحِلَ مِنْهَا إِلَى مَا قَدْ أَخْصَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً، أَيْ: لَا أَقْدِرُ لِنَفْسِي نَفْعًا، أَيِ: اجْتِلَابَ نَفْعٍ بِأَنْ أَرْبَحَ وَلَا ضُرًّا، أَيْ دَفْعَ ضُرٍّ بِأَنْ أَرْتَحِلَ من أرض يريد أَنْ تَجْدِبَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْلِكَهُ، ﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾، أَيْ: لَوْ كنت أعلم الخصب والجدب لا ستكثرت من المال، أي لسنة لقحط وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ، أَيِ: الضُّرُّ وَالْفَقْرُ وَالْجُوعُ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا، يَعْنِي: الْهُدَى وَالضَّلَالَةَ، وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ، أَيْ: مَتَى أَمُوتُ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ، يَعْنِي: مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ.
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: اجتنبت مَا يَكُونُ مِنَ الشَّرِّ وَاتَّقَيْتُهُ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغيب أي متى تقوم السَّاعَةُ لَأَخْبَرَتْكُمْ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ بِتَكْذِيبِكُمْ.
وَقِيلَ: مَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ابْتِدَاءً يُرِيدُ وَمَا مَسَّنِيَ الْجُنُونُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى الْجُنُونِ.
﴿ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ﴾، لِمَنْ لَا يُصَدِّقُ بِمَا جِئْتُ بِهِ، ﴿ وَبَشِيرٌ ﴾، بِالْجَنَّةِ، ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾، يصدّقون.
تفسير القرآن الكريم