أرشيف المقالات

متابعة أبي بكر وعمر للرسول صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة المادة : 39 دقائق .
2متابعة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما للرسول صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشي.
- [قال ابن سيرين: وسماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا] - قال رضي الله عنه: فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها؛ كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه.
وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا: قصرت الصلاة - وفي القوم أبو بكر وعمر - فهابا أن يكلماه.
وفي القوم رجل - في يديه طول - يقال له: ذو اليدين، فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: لم أنس ولم تقصر.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم.
فتقدم صلى الله عليه وآله وسلم - فصلى ما ترك ثم سلم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر.
فربما سألوه: ثم سلم؟ قال: فنبئت أن عمران بن حصين قال: سلم))[1].   متابعة أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: وما من شك أن رجلين بهذه المنزلة، لهما على قدر من المسؤولية؛ ولذلك كان كل منهما يحرص أشد الحرص على متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ظهر هذا جليلًا في الكثير والكثير من النصوص، والتي لو قلت أنها فاقت وناهزت التواتر - لفظًا ومعنى - ما أبعدت النجعة، وهذا في حد ذاته منقبة، وأي منقبة.   ولذلك نرى الكثير من السلف يقررون هذا، ويؤكدون عليه، فهذا يحيى بن سعيد يقول: " كان أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما أتبع الناس لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"[2].   وقد كان الواحد منهم حريص كل الحرص ألا يخالف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: فهذا أبو بكر رضي الله عنه يقول: " لأن يقع أبو بكر من السماء إلى الأرض، أحب إليه من أن يخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"[3].   وهنا سوف نذكر ما كنا وعدنا به من سرد جملة من المواقف التي تثبت متابعة أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسوف أذكر بإذن الله عز وجل ما يسره الله عز وجل لي، مما وقفت عليه في هذا الباب، وهو كثير؛ لذلك رأيت أن أختصر وأقتصر على شيء منه، فأقول: ذكر بعض ما تابع عليه أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: 1) عدم الجهر بالبسملة. عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة: ب ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ﴾ [الفاتحة:1]))[4].   2) التكبير في كل خفض ورفع. عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكبر في كل خفض ورفع، وقيام وقعود، وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما))[5].   3) التسليمة الواحدة: عن الحسن: (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يسلمون تسليمة واحدة))[6].   4) صلاة العيد قبل الخطبة. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما يصلون العيدين قبل الخطبة))[7].   5) قصر الصلاة في السفر. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: ((صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبا بكر وعمر وعثمان كذلك رضي الله عنهم))[8].   6) صلاة المسافر بمنى وغيره ركعتين. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنى ركعتين، وأبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم صدرًا من خلافته))[9].
وفي رواية لمسلم: ((ثم أتمها - يعني: عثمانًا - أربعًا)).   7) الوقوف خلف الإمام: عن أبى برزة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن استطعت أن تكون خلف الإمام وإلا فعن يمينه )).
وقال: " هكذا كان أبو بكر، وعمر خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم "[10]."وكان أبو بكر، وعمر، يقومان في الصف المقدم عن يمينه"[11].   8) الخلافة مختصة بقريش. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم))[12].
وهذا هو ما فعله أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما - حين علموا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نص كما في هذا الحديث وغيره، على أن من شروط الخلافة أن يكون الخليفة عربيًا وقرشيًا؛ ولذلك احتجوا على الأنصار يوم السقيفة، فلم يدفعه أحد عنه[13].   9) الخضاب بالحناء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ))[14].   فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يصبغون)): أي: لا يخضبون.   وقال ابن سيرين: سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: (( إنه لم يكن رأى الشيب إلا - قال ابن إدريس: كأنه يقلله -، وقد خضب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما – بالحناء والكتم[15]))[16].   10) إتمام التكبير. عن عبدالرحمن الأصم قال سمعت أنسًا رضي الله عنه يقول: " إن أبا بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم كانوا يتمون التكبير، فيكبرون إذا سجدوا وإذا رفعوا.
قال يحيى: أو خفضوا.
قال: كبروا"[17].   11) الإنفاق من فدك على بني هاشم. عن المغيرة رضي الله عنه قال: (( جمع عمر بن عبدالعزيز بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت له فدك، فكان ينفق منها، ويعود منها على صغير بني هاشم، ويزوج منها أيمهم.
وإن فاطمة سألته: أن يجعلها لها؟ فأبى.
فكانت كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى مضى لسبيله.
فلما أن ولي أبو بكر رضي الله عنه عمل فيها بما عمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته حتى مضى لسبيله.
فلما أن ولي عمر - رضي الله عنه - عمل فيها بمثل ما عملا، حتى مضى لسبيله.
ثم أقطعها مروان - [يعني: عثمانًا] - ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، قال عمر - يعني: ابن عبد العزيز -: فرأيت أمرًا منعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة - عليها السلام - ليس لي بحق، وأنا أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت، - يعني: على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم))[18].   12) سجود التلاوة في سورة الانشقاق. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( سجد أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما في ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق:1] ومن هو خير منهما.
- يعني: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم))[19].   13) أخذ الجزية من المجوس. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (( جاء رجل من الأسبذيين من أهل البحرين - وهم مجوس أهل هجر - إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمكث عنده ثم خرج.
فسألته: ما قضى الله ورسوله فيكم؟ قال شر.
قلت: مه.
قال: الإسلام، أو القتل.
قال: وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قبل منهم صلى الله عليه وآله وسلم الجزية.
قال ابن عباس رضي الله عنه: فأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي))[20]   فالجزية تؤخذ من المجوس؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ الجزية من مجوس أهل البحرين، ومن مجوس هجر، وفعله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم.   أقول: أما أبو بكر رضي الله عنه فمعلوم أخذه للجزية، وأما عمر رضي الله عنه، فكان لا يأخذها حتى شهد عنده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه - بأن النبي فعل، فأخذها عمر رضي الله عنه بعد.
قال عمر: كنت جالسًا مع جابر بن زيد، وعمرو بن أوس، فحدثهما بجالة - سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم - قال كنت كاتبًا لجزء بن معاوية، عن الأحنف، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل موته بسنة: " فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس.
ولم يكن عمر رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس، حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: (( أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذها من مجوس هجر))[21].   14) نزول الأبطح أو المحصب[22]. عن ابن عمر رضي الله عنه: (( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما كانوا ينزلون الأبطح[23]))[24].
زاد الترمذي: ((عثمان رضي الله عنه))[25].   15) الرمل. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (( رمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجته وفي عمره كلها، وأبو بكر، وعمر، والخلفاء))[26].   16) عدم الوضوء مما مست النار. عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: (( أكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما – خبزًا، ولحمًا، ولم يتوضؤوا))[27].   وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: " أن أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أكلا خبزًا ولحمًا، فصليا ولم يتوضأ))[28].   17) أفعال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلم))[29].
وكان أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، يفعلانه[30]   18) الخطبة قائمًا: عن طاوس: (( خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمًا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وأول من جلس على المنبر معاوية))[31].   19) تقديم العشاء على الصلاة. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا قدم العشاء، فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشاءكم))[32].
وفي مسلم[33]: ((إذا قرب العشاء، وحضرت الصلاة، فابدؤوا به قبل أن تصلوا المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم)).   وعن عائشة رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فأبدوا بالعشاء))[34].   وممن روي عَنْهُ تقديم العشاء على الصلاة: أبو بكر، وعمر، وابن عمر، وابن عَبَّاس، وأنس، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين -[35].   20) المشي أمام الجنازة، وخلفها. عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: (( رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما يمشون أمام الجنازة))[36].   قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما كانوا يمشون أمام الجنازة وخلفها))[37].   21) التختم باليسار: وروي عن جعفر الباقر قال:" كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، يتختمون في اليسار "[38].   22) تولية عثمان بن أبي العاص: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: قلت: (( يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اجعلني إمام قومي.
فقال: أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا))[39].
فلم يزل عليها مدة حياته صلى الله عليه وآله وسلم وخلافة أبي بكر، وسنين من خلافة عمر، ثم عزله[40].   23) الطلاء بالنورة. عن الحسن قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما لا يطلون ))[41].   24) المنع من توريث دور مكة وبيعها وشرائها. عن علقمة بن نَضْلة قال: (( تُوُفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما وما تدعى رباع مكة إلا السوائب، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن))[42].   25) المشي في رمي الجمار: عن ابن عمر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان يمشي في رميه الجمار ذاهبًا وراجعًا ولا يركب في شيء منها، وكان أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما يفعلان ذلك))[43].   26) الأذان يوم الجمعة. عن السائب بن يزيد رضي الله عنه بن أخت نمر قال: (( لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا مؤذن واحد في الصلوات كلها في الجمعة وغيرها يؤذن ويقيم.
قال: كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر يوم الجمعة، ويقيم إذا نزل.
ولأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما حتى كان عثمان))[44].   27) القنوت - الدعاء - بعد الركوع. عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان يقنت بعد الركعة، وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما حتى كان عثمان فقنت قبل الركعة؛ ليدرك الناس ))[45].   28) حضور جنازة سعد بن معاذ. عن عائشة - رضي الله عنها -: (( أن سعد بن معاذ رضي الله عنه لما مات حضره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قالت: فو الذي نفسي بيده، إني لأعرف بكاء أبي بكر، من بكاء عمر، وأنا في حجرتي))[46].   29) الزيارة. عن أنس رضي الله عنه قال: (( قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزورها.
قال: فلما انتهينا إليها بكت.
فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند الله خير لرسوله.
قالت: إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله.
ولكن أبكي؛ لأن الوحي قد انقطع من السماء.
قال: فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها))[47].   30) رجم المحصن. عن أنس رضي الله عنه قال: (( رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو بكر، وعمر، وأمرهما سنة))[48].   وعن نجيح أبي علي قال: (( رجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورجم أبو بكر، وعمر، وأمرهما سنة))[49].   31) وزنهم: عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال - ذات يوم -: (( من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء؛ فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان فرأينا الكراهية في وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم))[50].   حتى وفاتهم: ولما كان منهما رضي الله عنهما هذا الحرص على متابعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت المفاجأة، وهي أن كلًأ منهما رضي الله عنهما مات وعمره ثلاث وستين سنة، كما كان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين توفي.   فعن عائشة رضي الله عنها -: ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين))[51].   وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين – رضي الله عنهما))[52].   وعن أبي إسحاق قال: " كنت جالسا مع عبدالله بن عتبة، فذكروا سني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال بعض القوم: كان أبو بكر – رضي الله عنه -، أكبر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال عبدالله: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر – رضي الله عنه - وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين.
قال: فقال رجل من القوم: - يقال له: عامر بن سعد - حدثنا جرير، قال: "كنا قعود عند معاوية رضي الله عنه، فذكروا سني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال معاوية رضي الله عنه: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، ومات أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين"[53].   وحتى دفنهم: وليس هذا فحسب بل ودفنا رضي الله عنهما معه صلى الله عليه وآله وسلم، تقول عائشة رضي الله عنها -: زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق رضي الله عنه قالت: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفن في بيتها، قال لها أبو بكر: هذا أحد أقمارك وهو خيرها))[54].
ثم دفن أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما كما هو معلوم تواترًا.   فائدة: وقد " ذكرت كتب السيرة وتاريخ المسجد النبوي بعض الأخبار في ذلك، من ذلك: ما رواه السمهودي في وفاء الوفاء، قال: وعن المطلب قال: كانوا يأخذون من تراب القبر.
فأمرت عائشة رضي الله عنها - بجدار فضرب عليهم، وكان في الجدار كوة، فأمرت بالكوة فسدت هي أيضا.   ونقل عن ابن شيبة، قال أبو غسان بن يحيى بن علي بن عبد الحميد - وكان عالمًا بأخبار المدينة ومن بيت كتابة وعلم -: " لم يزل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي دفن فيه هو، وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما ظاهرًا؛ حتى بنى عمر بن عبد العزيز عليه الخطار المزور - الذي هو عليه اليوم - حين بنى المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، وإنما جعله مزورًا كراهة أن يشبه تربيع الكعبة، وأن يتخذ قبلة يصلى إليه"[55].   وانظر للفائدة - حول هذا - بحث لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله حول القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو بحث قدمه عند تخرجه من الجامعة الإسلامية - حرسها الله من كل سوء وشر، وسائر جامعات المسلمين - وهو بحث مهم في هذا الباب، وقد طبع والحمد لله.   بل وحتى بعثهما: عن ابن عمر رضي الله عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج ذات يوم ودخل المسجد، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، وهو آخذ بأيديهما.
وقال: هكذا نبعث يوم القيامة))[56].


[1] أخرجه البخاري رقم: (468)، ومسلم رقم: (573). [2] الاستذكار (1/ 175)، والتمهيد (3/ 353) لابن عبد البر المالكي. [3] الاستذكار (1/ 175)، والتمهيد (3/ 353) لابن عبد البر المالكي. [4] أخرجه البخاري رقم: (710). [5] أخرجه الترمذي رقم: (253)، وصححه الألباني، وشيخنا مقبل في الصحيح المسند. [6] أخرجه ابن أبي شيبة رقم: (3064)، وعبدالرزاق رقم: (3145).
وهو مرسل. [7] أخرجه البخاري رقم: (920)، ومسلم رقم: (888). [8] أخرجه البخاري رقم: (1051). [9] أخرجه البخاري رقم: (1572)، ومسلم رقم: (694). [10] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم: (4983). [11] أخرجه أبو داود رقم: (1009) وغيره، وفيه ضعف. [12] أخرجه البخاري رقم: (3305)، ومسلم رقم: (1818). [13] إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (6/ 110) للقاضي عياض. [14] أخرجه البخاري رقم: (3275)، ومسلم رقم: (2103). [15] ويجتنب السواد على قول جماعة من المحققين.
ولشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله رسالة بعنوان: تحريم الخضاب بالسواد، وقد طبعت وهي الرسالة الثانية ضمن مجموعة الرسائل العلمية (ص: 39). [16] أخرجه مسلم رقم: (2341). [17] أخرجه أحمد (3/ 199)، وهو في الصحيح المسند لشيخنا مقبل، وقال شعيب الأرناؤوط: " إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبدالرحمن بن الأصم فمن رجال مسلم ". [18] أخرجه أبو داود رقم: (2974)، [فائدة]: قال أبو داود: "ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، وغلته أربعون ألف دينار، وتوفي وغلته أربع مائة دينار، ولو بقي لكان أقل". [19] أخرجه النسائي رقم: (965)، وصححه الألباني، وقال في صحيح أبي داود (5/ 152) - الأصل-: " إسناد صحيح على شرط الشيخين". [20] أخرجه أبو داود رقم: (3046)، وله شواهد. [21] أخرجه البخاري رقم: (2987). [22] المحصب: المحصب والحصبة، والأبطح والبطحاء، وخيف بني كنانة، اسم لشيء واحد.
وأصل الخيف: كل ما انحدر من الجبل، وارتفع عن المسيل، وهو اسم مكان بقرب مكة وهو موضع الجمار بمنى، ويقال له المحصَّب؛ لأنه كثير الحَصَب أي الحجارة الصغار، وقيل: لأنه يرمي فيه بالحصباء، وقيل غير ذلك. [23] فائدة: قال الشافعي رحمه الله " ونزول الأبطح ليس من النسك في شيء، إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم".
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " إنما كان منزلًا ينزله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ ليكون أسمح لخروجه - تعني: بالأبطح".
أخرجه البخاري رقم: (1676). [24] أخرجه مسلم رقم: (1310). [25] رقم: (921). [26] أخرجه أحمد (1/ 225)، قال شعيب الأرناؤوط: " إسناده صحيح على شرط الشيخين ".
[27] أخرجه ابن ماجه رقم: (489)، وصححه الألباني. [28] أخرجه الطحاوي (1/ 41)، والبيهقي (1/ 157). [29] أخرجه البيهقي رقم: (5533). [30] أخرجه ابن أبي شيبة رقم: (5195).
وهو مرسل، وفي البدر المنير (4/ 615) لابن الملقن: " وهذا مع إرساله؛ فيه مجالد وهو لين". [31] أخرجه ابن أبي شيبة رقم: (5180). [32] أخرجه البخاري رقم: (641). [33] رقم: (557). [34] أخرجه البخاري رقم: (5465). [35] فتح الباري (4/ 105) لابن رجب. [36] أخرجه أبو داود رقم: (3181)، وابن ماجه رقم: (1482)، والترمذي رقم: (1007)، والنسائي رقم: (1944)، وصححه الألباني.
وقال في الإرواء (3/ 189): " وهذا سند صحيح على شرط مسلم ". [37] أخرجه الطحاوي (1/ 278)، وقال الألباني:" وهذا سند صحيح على شرط الشيخين".
انظر: أحكام الجنائز (ص: 74). [38] أخرجه ابن سعد، والبيهقي في الأدب، نقلًا عن الحافظ في الفتح (10/ 327). [39] أخرجه أحمد (4/ 21)، وقال شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فمن رجال مسلم "، والترمذي رقم: (209)، وأبو داود رقم: (531)، والنسائي رقم: (672)، والحاكم (1/ 314- 317) وقال: " على شرط مسلم و لم يخرجاه "، وقال الذهبي في التلخيص: " على شرط مسلم ".
وقال الألباني: " إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم ".
وقال شيخنا مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ". [40] سبل السلام (1/ 433). [41] أخرجه ابن أبي شيبة رقم: (1186)، وهو مرسل، وقال ابن كثير: " هذا من مراسيل الحسن وقد تكلم فيها ثم هو معارض بالأحاديث ".
نقلًا عن الأخبار المأثورة في الأطلاء بالنورة. [42] أخرجه الدارقطني رقم: (228)، وابن ماجه رقم: (3107)، وفي الزوائد: " إسناده صحيح على شرط مسلم.
وليس لعلقمة بن نضلة عند ابن ماجة سوى هذا الحديث.
وليس له شيء في بقية الكتب ".
وتعقبه السندي فقال: " الحديث حجة إذ يروي ذلك.
لكن قال الدميري: علقمة بن نضلة لا يصح له صحبة.
وليس له في الكتب شيء سواه.
ذكره ابن حبان في أتباع التابعين من الثقات.
وهذا الحديث ضعيف وإن كان الحاكم رواه في مستدركه".
وقال الحافظ: " في إسناده انقطاع وإرسال ".
فتح الباري (3/ 450). [43] أخرجه الدارقطني رقم: (180). [44] أخرجه أحمد (3/ 449).
وقال شعيب الأرناؤوط: " حديث صحيح؛ وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عن الزهري وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين".
وقال الألباني: " وهذا إسناد حسن صحيح ".
كما في صحيح أبي داود تحت حديث رقم: (999) الأم. [45] أخرجه ابن نصر في قيام الليل (133)، قال العراقي: " وإسناده جيد".
وصححه الألباني.
انظر: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (2/ 161). [46] أخرجه ابن حبان رقم: (7028) قال شعيب الأرناؤوط: "حديث حسن". [47] أخرجه مسلم رقم: (2454)، وابن ماجه رقم: (1635) واللفظ له. [48] أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/ 219).
وقال الهيثمي: "رجاله ثقات".
مجمع الزوائد (6/ 287). [49] أخرجه ابن أبي شيبة(5/ 540)، وهو مرسل.
انظر: إرواء الغليل(8/ 5). [50] أخرجه أبو داود رقم: (4636) وغيره، وصححه الألباني، وشيخنا مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين. [51] أخرجه البخاري رقم: (3343)0 [52] أخرجه مسلم رقم: (2348). [53] أخرجه مسلم رقم: (2352). [54] أخرجه مالك في الموطأ (2/ 325) وغيره.
قال الزرقاني: " كذا الأكثر رواة في الموطأ مرسلًا، ووصله قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد ابن المسيب، عن عائشة.
وكذا أخرجه ابن سعد، من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي من طريق ابن عيينة، كلاهما عن يحيى، عن ابن المسيب، عن عائشة".
شرح الزرقاني للموطأ (2/ 93).
وقال البوصيري: " رواه مسدد، والحميدي، والحاكم وصححه".
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 157). [55] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (8/ 352). [56] أخرجه الترمذي رقم: (3669)، وقال: " غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندي بالقوي ".
وابن ماجه رقم: (99)، وغيرهما.
وقال أبو حاتم: " هذا حديث منكر ".
علل الحديث (6/ 443) لابن أبي حاتم.
وضعفه الألباني.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣